لطالما ارتبط اتحاد المصارعة العالمية الترفيهية (WWE) بالإثارة والترفيه، ولكن ما لا يعرفه كثيرون أن الحلبة لم تكن المحطة الأخيرة لبعض شخصياته البارزة، فهناك عدة أسماء من عالم المصارعة، سواء كانوا إداريين أو نجومًا، انتقلوا إلى المجال السياسي، حيث لعبت شعبيتهم وتأثيرهم الجماهيري دورًا كبيرًا في نجاحهم السياسي. وفي سياق ذلك، لا يمكن تجاهل دور الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي ترك بصمته في عالم المصارعة قبل أن يصبح أحد أكثر الشخصيات تأثيرًا في السياسة العالمية.
ليندا ماكمان، الرئيسة التنفيذية السابقة لـ WWE، تُعد واحدة من أبرز الشخصيات التي جسدت هذا الانتقال.
وقد أدارت ماكمان الاتحاد مع زوجها فينس ماكمان لعقود، وساهمت في تحويله إلى إمبراطورية ترفيهية عالمية، ولاحقًا، قررت ماكمان الدخول في السياسة، حيث خاضت عدة انتخابات لمجلس الشيوخ عن ولاية كونيتيكت.
ورغم خسارتها، فإنها واصلت مسيرتها السياسية بنجاح عندما اختارها دونالد ترامب لتولي حقيبة “إدارة الأعمال الصغيرة” في حكومته عام 2017، حيث لعبت دورًا كبيرًا في دعم الشركات الصغيرة وتعزيز الاقتصاد المحلي.
لم يكن دخول السياسة حكرًا على ليندا ماكمان فقط. فقد سبقتها ولحقتها أسماء بارزة في عالم المصارعة، منها:
أحد أشهر المصارعين الذين تحولوا إلى السياسة، حيث كان مصارعًا في اتحاد WWE قبل أن يصبح حاكمًا لولاية مينيسوتا (1999-2003)، حيث استند فينتورا إلى شعبيته وشخصيته القوية التي اكتسبها من الحلبة ليصبح سياسيًا مستقلًا بارزًا.
المصارع المعروف بشخصية “كين”، دخل عالم السياسة بعد مسيرة طويلة في WWE. وفي عام 2018، تم انتخابه عمدة لمقاطعة نوكس بولاية تينيسي، حيث لا يزال يشغل هذا المنصب حتى الآن، واعتمد جاكوبس على صورته العامة كقائد صارم ومخلص في حملته الانتخابية.
بطل العالم السابق في WWE، خاض الانتخابات لمجلس مدينة هيوستن عام 2019، ورغم أنه لم ينجح، فإن محاولته عكست تطلع المصارعين لاستثمار شعبيتهم في خدمة مجتمعاتهم.
لم تكن علاقة دونالد ترامب بـ WWE مجرد لقاء عابر، بل كانت علاقة وثيقة ومؤثرة. ظهر ترامب في العديد من عروض المصارعة، وكان أبرزها في مهرجان “ريسلمانيا 23” عام 2007، حيث شارك في مواجهة دعائية شهيرة أُطلق عليها “مباراة المليارديرات”. ودعم ترامب المصارع بوبي لاشلي في مواجهة ضد المصارع أوماغا، وكان شرط المباراة أن يحلق الخاسر شعره، وانتهت المواجهة بفوز فريق ترامب، مما أدى إلى حلق رأس فينس ماكمان في عرض مثير للجدل.
علاوة على ذلك، دخل ترامب قاعة مشاهير WWE عام 2013 تكريمًا لمساهماته وعلاقته الطويلة مع الاتحاد، وهذه العلاقة لم تكن مجرد وسيلة ترفيهية، بل أظهرت قدرة ترامب على استخدام منصات غير تقليدية لتعزيز شعبيته قبل دخوله عالم السياسة.
تتمتع شخصيات المصارعة بجاذبية خاصة، فهم يتقنون فن التواصل مع الجماهير، ويمتلكون حضورًا قويًا وكاريزما مميزة، كما أن عملهم في مجال يتطلب بناء قصص وشخصيات درامية يمنحهم فهمًا عميقًا لطرق التأثير على الجمهور، إلى جانب شعبيتهم الواسعة، يجعلهم مرشحين مثاليين لدخول السياسة.
ومن الواضح أن عالم المصارعة ليس مجرد منصة للترفيه، بل هو أيضًا مصنع للقيادات المؤثرة في مجالات مختلفة، بما في ذلك السياسة.
من ليندا ماكمان إلى كين وجيسي فينتورا، ومن علاقة ترامب بالمصارعة إلى استخدامه لها كجزء من بناء شخصيته العامة، يبقى الرابط بين المصارعة والسياسة شهادة على قدرة الحلبة على تخريج شخصيات تترك بصماتها خارجها.