اجتمع مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي المصغّر الثلاثاء لاتخاذ قرار بشأن وقف إطلاق النار في الحرب الدائرة مع حزب الله في لبنان، في حين كثفت إسرائيل ضرباتها على العاصمة اللبنانية وضاحيتها الجنوبية التي يلفها "حزام ناري" وفق وسائل إعلام لبنانية.
في الأثناء أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن الأخير سيتحدث في الثامنة مساء (18:00 ت غ) بعد اجتماع الحكومة الأمنية.
وأشارت الولايات المتحدة إلى اتفاق "وشيك"، لكنها دعت إلى عدم استباق الأمور في الحديث عن هدنة بين إسرائيل وحزب الله اللبناني المدعوم من إيران في الحرب المفتوحة الدائرة بين الجانبين منذ نهاية أيلول/سبتمبر بعد أشهر على قصف متبادل محدود النطاق على خلفية الهجوم الإسرائيلي في قطاع غزة.
لكن في موازاة الضغوط الدبلوماسية المكثّفة، كثّفت إسرائيل غاراتها الجوية على الضاحية الجنوبية لبيروت.
وأعلن الجيش الإسرائيلي الثلاثاء أنه قصف 20 هدفا في بيروت من بينها أهداف تابعة لحزب الله باستخدام ثماني طائرات بعد إنذارات بوجوب إخلاء مبان.
وأصابت ضربة مبنى في قلب العاصمة، ما أدى إلى سقوط سبعة قتلى وإصابة 37 بجروح، وفق السلطات اللبنانية.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية عن ارتفاع عدد قتلى الضربات الإسرائيلية في وسط بيروت اليوم إلى 10.
وأعلن الجيش الإسرائيلي قصف 30 هدفا تابعا لحزب الله في جنوب لبنان حيث ينفّذ في منطقة نهر الليطاني عمليات برية منذ 30 أيلول/سبتمبر.
ومساء استهدفت غارات إسرائيلية قلب بيروت، وفق الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية التي أفادت بأن "حزاما ناريا يلف الضاحية الجنوبية".
وأفادت الوكالة أن "غارات اسرائيلية تستهدف العاصمة بيروت - طلعة النويري"، بالإضافة إلى غارة "على حي سكني في منطقة المزرعة"، في وقت ساد الهلع بين السكان في الأحياء المكتظة مع محاولتهم الهرب بسياراتهم، وفق مراسلي فرانس برس.
وأظهر البث المباشر لوكالة فرانس برس سحب دخان وغبار تتصاعد بشكل متزامن من أربعة مواقع على الأقل في الضاحية الجنوبية التي تعد من أبرز معاقل حزب الله فيما يُسمع دوي الانفجارات في بيروت بعد الظهر.
وفق وزارة الصحة اللبنانية قُتل أكثر من 3800 شخص في البلاد منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، معظمهم منذ أيلول/سبتمبر هذا العام.
على الجانب الإسرائيلي، قُتل 82 عسكريا و47 مدنيا خلال 13 شهرا.
وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الثلاثاء إن "لا عذر" لإسرائيل لرفض وقف إطلاق النار في لبنان بوساطة أميركية وفرنسية.
بدورها، دعت الأمم المتحدة الثلاثاء من جديد إلى "وقف دائم لإطلاق النار" في لبنان وإسرائيل وغزة.
وأشارت برلين إلى أن وقف إطلاق النار في لبنان بات "في متناول اليد".
لكن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس حذّر الثلاثاء من أن بلاده سترد "بقوة" في حال خرق وقف إطلاق النار.
فتح حزب الله جبهة "إسناد" لقطاع غزة غداة اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 بعد هجوم الحركة على جنوب الدولة العبرية.
وبعد نحو عام من تبادل القصف عبر الحدود، كثّفت إسرائيل ضرباتها ضد حزب الله اعتبارا من 23 أيلول/سبتمبر، وبدأت عمليات برية في جنوب لبنان اعتبارا من 30 منه.
وذكر موقع أكسيوس أن الطرفين يتجهان نحو اتفاق على أساس مشروع أميركي يقضي بهدنة مدتها 60 يوما ينسحب خلالها حزب الله والجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان لينتشر فيه الجيش اللبناني.
ويتضمن النص الذي قدمه هوكستين إلى الطرفين الأسبوع الماضي إنشاء لجنة دولية لمراقبة تنفيذه، بحسب أكسيوس الذي أشار إلى ضمانات أميركية بأن تدعم واشنطن الرد العسكري الإسرائيلي في حال شنّ حزب الله هجمات.
ويستند الوسطاء إلى قرار مجلس الأمن الدولي 1701 الصادر في العام 2006 والذي ينص على أن ينتشر في جنوب لبنان الجيش اللبناني وجنود قوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفل).
من جهته، حذّر إيتمار بن غفير وزير الأمن القومي والحليف اليميني المتطرف لرئيس الوزراء الإسرائيلي الإثنين من أي اتفاق لوقف النار، مشددا على أنه سيكون "خطأ كبيرا".
وقال ناحوم دونيتا البالغ 60 عاما وهو من سكان تل أبيب "من الواضح أنه لا يمكن الوثوق بحزب الله. لكن الحكومة الإسرائيلية ليست أهلا للثقة كذلك".
وتؤكد إسرائيل انها تريد القضاء على قدرات حزب الله وحركة حماس في قطاع غزة. وتعهدت القضاء على الحركة الفلسطينية بعد الهجوم غير المسبوق الذي شنته داخل الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/اكتوبر 2023، ما تسبب باندلاع الحرب في قطاع غزة.
في غضون ذلك، يواصل الجيش الإسرائيلي غاراته على قطاع غزة المحاصر والمدمّر، حيث قُتل 22 شخصا على الأقل الثلاثاء، وفق الدفاع المدني، بينهم 11 في قصف لمدرئة تؤوي نازحين في شمال القطاع.
ومع بداية فصل الشتاء، يحاول آلاف النازحين وبالوسائل المتوافرة حماية أنفسهم من الأمطار. وقال أيمن صيام من مخيم اليرموك في مدينة غزة "أنا أحاول بقدر ما أستطيع منع دخول المطر إلى الخيم لحماية أحفادي".
وحذّرت المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) لويز ووتريدج من شتاء "رهيب"، وقالت في إشارة إلى سكان غزة "ليس لديهم فرش ولا قماش مشمع للاحتماء من المطر ولا خيام... ولا حتى بطانيات. العائلات تبكي. والبعض يتسول لأن أطفالهم ليس لديهم ملابس دافئة. وهناك رضع ليس لديهم أبسط المقومات للتصدي للبرد. الظروف التي يرغم فيها الناس على العيش هنا فظيعة للغاية".
ردا على هجوم حماس، شنت إسرائيل هجوما عسكريا مدمرا على غزة خلف ما لا يقل عن 44249 قتيلا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، وفق بيانات لوزارة الصحة التابعة لحماس تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
وأدى هجوم حماس إلى مقتل 1207 أشخاص، معظمهم مدنيون، حسب تعداد لفرانس برس يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية، بينهم رهائن قتِلوا أو ماتوا في الأسر. كما خطِف في الهجوم 251 شخصا، لا يزال 97 منهم رهائن في غزة، بينهم 34 أعلن الجيش موتهم.