تراجعت أسعار الذهب يوم الخميس متأثرة بارتفاع الدولار الأمريكي، في ظل تقييم المستثمرين لبيانات اقتصادية جديدة تشير إلى ارتفاع التضخم الأمريكي بشكل عنيد. يعكس هذا الوضع احتمالية تعامل بنك الاحتياطي الفيدرالي بحذر مع أي تخفيضات مستقبلية في أسعار الفائدة.
انخفض سعر الذهب الفوري بنسبة 0.1% ليصل إلى 2633.31 دولارًا للأوقية بحلول الساعة 05:53 بتوقيت جرينتش، بينما تراجعت العقود الآجلة للذهب الأمريكي بنسبة 0.4% إلى 2632.80 دولارًا.
شهد مؤشر الدولار الأمريكي ارتفاعًا بنسبة 0.1%، مما أدى إلى تقليل جاذبية الذهب للمستثمرين من حاملي العملات الأخرى. ويتابع السوق تطورات سياسات بنك الاحتياطي الفيدرالي عن كثب، حيث أظهرت أحدث بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية تباطؤًا في التضخم. ويرى المحللون أن ذلك قد يدفع البنك المركزي الأمريكي إلى تبني سياسات أقل تشددًا العام المقبل، وفقًا لتحليل كلفن وونغ، كبير محللي السوق في منصة “أواندا” لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ.
رغم التباطؤ النسبي في التضخم، يكافح بنك الاحتياطي الفيدرالي لإعادته إلى هدفه البالغ 2%، وسط توقعات بفرض تعريفات جمركية أعلى تحت إدارة ترامب المقبلة. قد تؤدي هذه التعقيدات إلى تقييد قدرة البنك المركزي على تنفيذ تخفيضات إضافية في أسعار الفائدة خلال العام القادم.
وتشير أداة “فيد واتش” إلى أن الأسواق تتوقع حاليًا فرصة بنسبة 68.2% لخفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في ديسمبر.
في سياق متصل، حذرت الرئيسة المكسيكية، كلوديا شينباوم، من تداعيات فرض رسوم جمركية بنسبة 25% من قبل إدارة ترامب. وأشارت إلى إمكانية فقدان وظائف أمريكية وارتفاع أسعار المستهلكين. وباعتباره ملاذًا آمنًا، يظل الذهب خيارًا استثماريًا مفضلًا خلال فترات عدم الاستقرار الاقتصادي أو الجيوسياسي.
قال كلفن وونغ إن الذهب قد يواجه المزيد من الضغوط على المدى القصير، خلال الأيام المقبلة وحتى الأسبوعين القادمين. ومع ذلك، أكد أن الاتجاه الصعودي للذهب على المدى الطويل لا يزال قائمًا.
أفاد صندوق “إس بي دي آر جولد ترست”، وهو أكبر صندوق تداول مدعوم بالذهب في العالم، بانخفاض حيازاته بنسبة 0.10% لتصل إلى 878.55 طنًا متريًا يوم الأربعاء.
وبينما انخفضت الفضة الفورية بنسبة 0.7% لتصل إلى 29.87 دولارًا للأوقية، شهد البلاتين ارتفاعًا بنسبة 0.4% إلى 931.00 دولارًا، وصعد البلاديوم بنسبة 0.6% ليصل إلى 978.27 دولارًا.
توقعات السوق لا تزال متباينة بين ضغوط قصيرة المدى وارتفاع محتمل على المدى البعيد، مما يجعل الذهب في دائرة الضوء كمؤشر رئيسي على تفاعلات الأسواق العالمية مع التضخم والسياسات النقدية.