كشفت تقديرات طبية أن تكلفة علاج أورام السرطان بالإشعاع في المملكة تصل إلى نحو 600 مليون ريال سنويًا، مع تلقي حوالي 12 ألف مريض هذا النوع من العلاج.

ورغم توفر خدمات العلاج الإشعاعي في المدن الكبرى بالمملكة، سلط مؤتمر جمعية الشرق الأوسط للعلاج الإشعاعي والأورام “ميسترو”، المنعقد حاليًا في الرياض، الضوء على نقص كبير في هذه الخدمات في بعض المناطق بالمملكة والدول العربية الأخرى.

وشهد اليوم الثاني من المؤتمر تقديم أوراق علمية متخصصة ونقاشات مستفيضة تناولت أبرز التحديات والابتكارات في مجال العلاج الإشعاعي للأورام. وتناول المؤتمرون عددًا من الموضوعات التي تتعلق بآخر ما توصل إليه الطب والأبحاث في مجال الأورام والعلاج الإشعاعي.

وأشار د. عبدالرحمن بن سميدع استشاري ورئيس قسم علاج أورام السرطان بمستشفى "توام" بالإمارات، الى التحديات التي تواجهنا بدول الخليج في علاج الأورام السرطانية، وقال:" تتمثل في عدم تبادل الخبرات والتجارب بين مراكز السرطان بالخليج، وأننا نعمل بشكل منفرد ولا نعمل بطريقة موحدة، وعدم إبراز الإعلام لعملائنا وأطبائنا وخبرائنا في مراكز دول الخليج، ولا يوجد برتوكولات موحدة يتم العمل من خلالها".

وأضاف قائلاً: " نريد أن نفرض أنفسنا على خريطة العالم لعلاج السرطان، كما يحدث في أوروبا وأمريكا الشمالية، حيث تتيح البرتوكولات الموحدة توحيد الأبحاث على أكبر عدد من الحالات، مما سيقلل من الأعباء المالية، ويزيد الدراسات قيمة، كما ستتيح تبادل الخبرات، خاصة وأن المملكة والإمارات ودول أخرى لديهم مراكز متقدمة وخبرات كبيرة.

وأوضح "سميدع" أن العلاجات للأورام السرطانية في دول الخليج العربي جيدة جداً لاعتمادها على برتوكولات عالمية في العلاج، كما تطبق دول الخليج معايير الجودة العالمية.

وأرجع د. سميدع لجوء بعض المرضى للعلاج في الخارج، لأسباب نفسية، حيث يوجد اعتقاد لدى البعض أن كل شيء بالخارج جيد وأفضل من العلاج بالداخل، خاصة أن الأطباء في دول الخليج، متخرجون في أكبر وأعرق الجامعات العالمية، مبيناً أن نسبة لجوء بعض المرضى للعلاج بالخارج قد قلت في دولة الإمارات.

من ناحيتة، أكد د. عيسى محمد استشاري الأورام والمعالجة بالأشعة بالأردن، أن 50- 60 % من مرضى السرطان يحتاجون إلى العلاج بالأشعة خلال مسار مرضهم، في حين أن الذين يتمكنون من العلاج بالإشعاع في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل يتراوحون بين 10-40% فقط.

وأشار إلى أن أهم العوائق التي يواجهونها تتمثل في نقص الكوادر وعدم توفر الأجهزة المتخصصة ، التي تعد من أكبر عائق أمام توسيع قدرات العلاج بالأشعة في هذه المناطق، مبيناً أنه لمواجهة هذا التحدي، تم تطوير برامج تعتمد على الذكاء الاصطناعي (AI) في العمليات الأساسية في تخطيط العلاج بالأشعة، بما في ذلك تحديد أماكن العلاج المستهدفة وتوزيع الحزم الإشعاعية على الورم وحماية الأنسجة السليمة، مبيناً أنه من المتوقع أن تقدم هذه التقنية العديد من المزايا، منها تحسين دقة العلاج، وتقليل الوقت اللازم لتخطيط العلاج (من أسابيع إلى دقائق)، وتقليل الحاجة إلى الموارد البشرية، موضحاً أنه يمكن لهذه الحلول المدعومة بالذكاء الاصطناعي أن تسهم بشكل كبير في تحسين الوصول إلى العلاج بالأشعة ورفع جودة الرعاية الصحية في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.

وكشف عن تقنية جديدة تفيد في علاج الأورام السرطانية، حيث أوضح أن هذه التقنية تتمثل في جهاز موجّه بالرنين المغناطيسي، يجمع بين تقنيات التصوير بالرنين المغناطيسي والعلاج الإشعاعي لاستهداف الخلايا السرطانية بدقة فائقة، يعد هذا الجهاز الأول من نوعه في الأردن، ويمثل أحد أحدث أجهزة العلاج الإشعاعي على مستوى العالم، حيث يتيح للطبيب رؤية الأورام بوضح أكبر ويميزها عن الأنسجة المحيطة، ويسمح بتعديل الخطة العلاجية يوميا بناء على وضعيه الورم والأنسجة السليمة اثناء جلسات العلاج, مما يجعل العلاج أكثر أمانا وفعالية، ويتتبع الجهاز حركة الأورم والأنسجة السليمة أثناء جلسات العلاج، مما يسمح بإيصال جرعات اشعاعية عالية بدقة متناهية.