شدد خبراء في سوق الأسهم السعودي أن انخفاض المؤشر لا يعتبر تغييرا في سلوك المستثمرين، بل إن ما شهده السوق في الفترة الماضي هو نتائج لحركة السوق الطبيعية المتكررة، وبلغ إغلاق السوق اليوم الأثنين بمعدل تداول 5 مليار و300 مليون ريال، ما يعني تحسن واقع المؤشر مما اعتاد عليه المستثمرون خلال الأيام الماضية.
وقال د. علي بوخمسين الخبير الاقتصادي لـ"الرياض": إن بلوغ المؤشر 5 مليار ريال يعد أفضل كثيرا من الأيام الماضية وهو أقل من المتوسط العام للسوق طوال العام الماضي الذي كان يبلغ في المتوسط من 7 إلى 8 مليار ريال والسوق في اليوم قبل الأخير يلغ مرتفعا بمقدار 108 نقطة ليصل لسقف 12 الف وهو السقف الذي كان يحاول الوصول إليه والأستقرار عنده وكان يتراوح صعودا وهبوطا في سقف 12 ألف واليوم حافظ على هذا السقف وانخفض عنه سابقا واليوم بلغه، ونعتقد أن اليوم الأخير قبل التداول يعتبر جيد نظرا لأن السوق يكون في هذه الفترة خامل وليست فترة استقطاب استثمار عالية ومن الطبيعي أن ينحى السوق هذا المنحى وكان جيد أن يستعيد زخمه البالغ 5 مليار و300 مليون ريال".
وعن وضع السوق قال: " مما لا شك فيه ان ارتفاع المؤشر بالسوق المالية وزياده حجم التداول بالسوق المالية هو علامه حيوية مهمه لقراءة وضع الاقبال على السوق المالية باعتباره سوقا جاذبا للاستثمارات وبتميزه بالحيوية والازدهار والعكس صحيح تماما فانخفاض المؤشر وانحسار حجم السيولة بهذه السوق يدل على محدودية الاقبال على التداول وان السوق المالية تفقد جاذبيتها الاستثمارية وهذا الامر يمكن حدوثه لأسباب عديده جدا يصعب حصرها ولكن ما يمر به السوق السعودي هذه الايام ونحن في اخر ايام السنة وهي سنة صعبة جدا قاسى فيها السوق ظروفا صعبة جدا اتحدت فيها الظروف الداخلية والخارجية في خلق عناصر ضاغطة على السوق"، مضيفا "إن السوق نجح في تجاوزها الى حد ما ولكن مع اقتراب اخر السنة ووصولنا الى نهاية العام نلاحظ ضعف كبير لم يحدث ربما منذ عده سنوات بحيث ينحسر حجم التداول الى هذا المستوى القياسي في الجلستين الاخيرتين بحيث ينخفض الى دون 3 مليار بجلسة الخميس للأسبوع ما قبل الأخير بالعام 2024 بحوالي 2.8 مليار ريال وهذا امر يدل على حدوث عزوف عن التداول بشكل كبير من قبل الكبار والصغار على حد ما بحيث تنخفض السيولة لهذا المستوى القياسي وهو ايضا قد يحمل دلالات تشير الى تسرب السيولة الاستثمارية من السوق المالية الى اسواق استثمارية اخرى لأنها لا تجد انه تتوافر بالسوق حاليا فرص استثماريه مجدية وانه يمر بفترة ركود لحين بداية العام لذلك تتجه الى اسواق جاذبه أخرى".
وشدد على أن هناك عوامل دولية أخرى منها، اسواق العملات المشفرة لا سيما البيتكوين التي تسجل ارقام قياسية جدا ومن المحتمل زياده ارتفاعاتها في القريب العاجل مع تسلم الرئيس الامريكي المنتخب ترامب لزمام السلطة وهو من يدعم الاستثمار الحكومي في البيتكوين ومع الاعلان من قبل وزبر الخارجية الروسي ان الحكومة الروسية استثمرت بالبيتكوين وانها تتجه لاعتماده وسيله تداول هذا سيرفع من حجم الاقبال عليها وسيؤدي لزياده قيمتها لمستويات فياسية جديدة وانها متجهة للمزيد من الارتفاعات هذا فضلا عن تسرب السيولة كذلك للاستثمار في بعض الاسواق العالمية لا سيما السوق الامريكية والتي حقق فيها مؤشر الداو جونز مستويات قياسية هذا العام تجاوز سقفه التاريخي كثيرا ومن المتوقع مع بداية العام وتحسن الاقبال على السوق واعلانات نتائج الشركات للربع الرابع من العام 2024".
وأبان بأن المستثمرين قد يشهدون انتعاش كبير بالسوق السعودي بإذنه تعالى وعودة الاموال اليه وسترتفع حجم السيولة كثيرا لتعاود حجمها التاريخي المتعارف عليه لذلك فما يمر به السوق حاليا هو امر شيه طبيعي يتكرر مع نهاية العام ودخول السوق للفترة التحضيرية للعام الجديد والتقرب لاعلانات نتائج نهاية السنه بما يحد كثيرا من حجم التداول بالسوق ويخلق فرثه لإعادة التموضع الاستثماري وبناء مراكز استثماريه جديده وتغيير المواقع واقتناص فرص جديده بأسعار مغريه جدا وهذه كلها طبيعية وهي من مميزات السوق وليست سلبيه ابدا".