أكدت منظمة الصحة العالمية أن فيروس الجهاز التنفسي البشري (hMPV)، الذي تم اكتشافه في عام 2001، يسبب في أغلب الأحيان عدوى الجهاز التنفسي العلوي والسفلي عند الأطفال الصغار، ويشكل مصدر قلق للمسنين والمرضى الذين يعانون من ضعف المناعة.

وأفادت أن الفيروس يعد العامل الرئيسي المسؤول عن إصابة حوالي 5% إلى 10% من حالات دخول الأطفال إلى المستشفى بسبب عدوى الجهاز التنفسي الحادة، في حين يمكن أن تسبب عدوى فيروس الجهاز التنفسي البشري التهاب القصيبات والالتهاب الرئوي الشديد عند الأطفال.

وأوضحت الصحة العالمية أنه تم اكتشاف الفيروس الرئوي البشري (hMPV) لأول مرة في عام 2001 في هولندا، عندما تم عزل الفيروس من مريض أطفال كان يعاني من أعراض مشابهة لأعراض عدوى الفيروس المخلوي التنفسي البشري، ومنذ ذلك الحين تم اكتشاف أن 4% إلى 16% من المرضى الذين يعانون من التهابات الجهاز التنفسي الحادة مصابون بهذا الفيروس.

وطالبت وزارة الصحة الهندية منظمة الصحة العالمية بمشاركة التحديثات عن حالة الفيروس، وذلك في ضوء الوضع والارتفاع المفاجئ في حالات الإصابة بفيروس hMPV في شرق آسيا وبعض الحالات في الهند.

وأضافت أنها تراقب الوضع عن كثب من خلال جميع القنوات المتاحة، وقامت بإنشاء مختبرات لاختبار حالات الفيروس. كما أكد المجلس الهندي للبحوث الطبية أنه سيتتبع اتجاهات الفيروس على مدار العام من أجل تجنب أي زيادة غير عادية في الحالات، وعقد اجتماعًا لمجموعة المراقبة المشتركة، برئاسة المديرية العامة للخدمات الصحية، يوم السبت لمناقشة هذه المسألة.

وصرح خبراء الفيروسات بأن فيروس التهاب الرئة البشري hMPV ليس فيروسًا جديدًا، بل عُرف منذ أكثر من عقدين من الزمان، مضيفين أن التهديد الحالي للفيروس، الذي أثار مخاوف من حدوث جائحة أخرى وإغلاق محتمل، ليس جديدًا على الهند، فقد شهدت البلاد بالفعل تفشيًا لهذا الفيروس في الماضي وتمكنت بنجاح من احتوائه.

وتنفذ السلطات الصحية الصينية إجراءات طارئة لمراقبة انتشار المرض وإدارته، ومع ذلك قللت بكين من أهمية هذه التطورات باعتبارها حدثًا سنويًا يحدث في فصل الشتاء.

وفي الشأن المحلي، ورغم حالة عدم الاستقرار العالمية، لم يصدر عن الصحة العامة السعودية “وقاية” أي إجراءات جديدة للتعاطي مع هذه الحالة المرضية، غير أن موقعها الإلكتروني أوضح عن تنبيهات السفر والإجراءات الوقائية، وأن “الصين دولة آمنة” والسفر إليها يستدعي الإجراءات الاحترازية العادية.

وكانت “الرياض” قد تواصلت مع مختلف الجهات المعنية وذات العلاقة للحديث عن هذا الفيروس والإجراءات التي يتم اتباعها في الوقت الراهن، وحتى كتابة هذه السطور لم يصل تعقيب من أيٍ من الجهات.

من ناحية أخرى، ذكر د. أحمد الحقوي، استشاري أمراض معدية ومكافحة العدوى، أن فيروس ميتانيومو البشري hMPV معروف منذ 24 سنة، وأنه يسبب أعراضًا مشابهة لفيروسات البرد والزكام الأخرى، مبينًا أن أغلب الحالات تتعافى بشكل تلقائي.

وأشار د. الحقوي، على حسابه على منصة “إكس”، إلى أن الزيادة في حالات التهاب الجهاز التنفسي العلوي، التي تسببه فيروسات متعددة، يتوقع حدوثها سنويًا في مثل هذا الوقت من السنة، ومن ثم لا يوجد سبب للقلق ولا لتضخيم الأمر.