قال وكيل وزارة الشؤون الإسلامية للمشروعات والصيانة، المهندس أسامة بن حمد الجفال أن تدشين الأدلة الفنية للمساجدإنجاز نوعي برؤية شاملة ومعايير عالمية،

وبين أنه في ظل الدعم غير المحدود الذي توليه قيادتنا الرشيدة لخدمة الإسلام والمسلمين، وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز – حفظهما الله –، يأتي إعلان وتدشين المملكة العربية السعودية، ممثلة بوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، لأكبر مشروع إسلامي بالعالم لرسم خريطة طريق لعمارة وتطوير المساجد عبر “الأدلة الفنية لبناء وتطوير المساجد” الذي تم تدشينه مطلع هذا العام الميلادي، في 1 يناير 2025، ليمثل إنجازًا تاريخيًا في منظومة شاملة هي الأولى من نوعها عالميًا، تهدف إلى وضع معايير دقيقة ومتكاملة لتصميم المساجد وبنائها وصيانتها، مع الأخذ في الاعتبار الجوانب الشرعية والإدارية والفنية كافة.

قفزة نوعية غير مسبوقة

وأضاف الجفال " لقد جاءت هذه الأدلة نتيجة متابعة مستمرة وتوجيهات حثيثة من معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، الذي حرص على أن تكون الأدلة مرجعًا شاملًا ومتكاملاً يتوافق مع أعلى المعايير العالمية. وأولى معاليه اهتمامًا بالغًا بتطوير بنية المساجد على كافة المستويات، من خلال العمل على هذا المشروع الذي يعزز الدور الريادي للمملكة في خدمة بيوت الله.

هذا الإنجاز لم يكن مجرد إضافة نوعية، بل خطوة تاريخية لطالما تطلعت إليها الوزارة. لم تكن هناك أدلة فنية سابقة تضع إطارًا شاملًا لتصميم وتشغيل وصيانة المساجد، مما جعل هذا المشروع نقطة تحول في العناية ببيوت الله.

وأضاف " لقد عملت الوزارة تحت قيادة معاليه على إعادة هذا المشروع الحيوي إلى الواجهة، بعد أن كان مجرد فكرة لسنوات طويلة، حتى أصبح اليوم واقعًا ملموسًا يعكس رؤية المملكة الطموحة ورغبتها في تقديم مساجد نموذجية تعكس مكانتها الإسلامية."

وواصل الجفال حديثه قائلا "تميزت الأدلة بتغطيتها لمختلف الجوانب، حيث روعي في إعدادها التوافق التام مع أحكام الشريعة الإسلامية بمذاهبها الأربعة، بما يضمن مراعاة كافة التفاصيل المتعلقة بالصلاة وأماكن الوضوء واتجاه القبلة. كما تضمنت الأدلة إرشادات دقيقة لتخطيط المساجد وتصميمها لتلبية الاحتياجات الشرعية والفنية، مع ضمان توفير بيئة مناسبة للمصلين، وأخذ في الاعتبار من ضمن الاشتراطات الأساسية متطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة، لضمان تيسير الوصول لهم وتوفير بيئة شاملة ومريحة داخل المساجد.

وقال الجفال : كما تغطي الأدلة الجوانب الإدارية والتنظيمية، بما يسهم في تحسين إدارة وتشغيل المساجد وفق معايير عالية الكفاءة ومواصفات مبتكرة لتطبيق معايير الاستدامة في البناء، مثل تحسين كفاءة استهلاك المياه والطاقة، واستخدام حلول ذكية لتقليل التكلفة التشغيلية وتعزيز الاستدامة البيئية.

وأكد الجفال أن الأدلة الفنية للمساجد تجسد ثمرة تعاون وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد مع جهات رائدة في القطاع الحكومي وغير الربحي، ومن بينها جائزة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد وكود البناء السعودي. وقد أسهم هذا التعاون في تحقيق معايير دقيقة وشاملة تتماشى مع أفضل الممارسات العالمية والمحلية في البناء والتطوير والابتكار.

وأكد الجفال إن تدشين هذه الأدلة الفنية مطلع هذا العام يمثل بداية مرحلة جديدة في تطوير بناء المساجد، حيث تلتزم وزارة الشؤون الإسلامية بتحقيق استدامة عالية وجودة متميزة في بناء وتشغيل وصيانة بيوت الله. ويأتي هذا المشروع التاريخي تتويجًا للجهود الحثيثة التي بذلتها الوزارة في عهد معالي الوزير الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، الذي كان لقيادته وتوجيهاته الأثر الأكبر في إنجاز المشروع وتحويل هذه الأدلة من مجرد فكرة إلى واقع عملي يخدم بيوت الله وفق أعلى المعايير، كي يستفيد منه المجتمع الإسلامي بكافة أقطار العالم.

يشار إلى أن إطلاق هذه الأدلة بهذا التوقيت المهم يأتي مواكبة للجهود الدولية الرامية لتعزيز الأمن المناخي وحماية المناخ والاستفادة من الموارد الطبيعية المتاحة بشكل أكبر لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.