توقع الرئيس التنفيذي لنادي الهلال، إستيف كالزادا، مستقبلاً مُشرقًا لكرة القدم السعودية في السنوات العشر المقبلة، مُعربًا عن سعادته البالغة بتجربته الحالية مع أزرق العاصمة، ومؤكدًا أن ناديه يمكنه منافسة الأندية الأوروبية الكُبرى على ضم أفضل اللاعبين.

وفي مقابلة مُطولة مع وكالة "Prensa Ibérica"، أوضح الإسباني كالزادا: "أرى مستقبل الكرة في السعودية مُشرقًا للغاية، خاصة وأننا يجب أن نأخذ في الاعتبار أن المملكة العربية السعودية فازت للتو بتنظيم كأس العالم 2034. لذلك، أمامنا عشر سنوات قادمة حيث سيكون هناك اهتمام أكثر بكرة القدم، واستثمار كبير في البنية التحتية".

وتمنى كالزادا اللعب أكثر ضد الفرق الأوروبية لقياس مدى تطور الفرق السعودية، وأيضًا لجذب المشجعين على المستوى العالمي، وأردف: "لهذا السبب فإن بطولة كأس العالم للأندية 2025 مهمة للغاية واستراتيجيًا بالنسبة لنا، ونحن ننظر إليها كمنافسة استراتيجية تمامًا، حيث سنبذل قصارى جهدنا للتنافس والفوز".

وبسؤاله عن الاختلافات التي واجهها عند توليه منصبه في الهلال بعد تجاربه السابقة في أوروبا، أجاب: "ربما يكون هذا بمثابة مفاجأة، لكنني لم أرى الكثير من الاختلافات. يتم إدارة نادينا مثل أي نادٍ آخر، أو مثل مانشستر سيتي، وأنا، بصفتي الرئيس التنفيذي، أرفع تقاريري إلى مجلس الإدارة الذي يُحدد الأهداف والميزانيات ويدفعني لتحقيقها لزيادة الإيرادات وتعزيز قدرتنا على توليد الموارد اللازمة للتعاقد مع لاعبين أفضل".

الدوري السعودي يُنافس الدوريات الكُبرى

وبخصوص إمكانية منافسة الدوري السعودي للدوريات الأوروبية الكُبرى على المستوى الرياض والتجاري، رد كالزادا: "عندما تنظر إلى تصنيفات الاستثمار في الانتقالات، فإن الدوري السعودي للمحترفين موجود بالفعل بين المراكز الخمسة الأولى في الاستثمارات".

وأكمل: "تسمع لاعبين مثل نيمار أو كريستيانو رونالدو يقولون إن الدوري السعودي أفضل بالفعل من الدوري الفرنسي على سبيل المثال، وهو كذلك بالفعل. نحن نستقطب الرعاة الدوليين الذين يريدون تطوير أعمالهم في المملكة العربية السعودية، وبالتالي بدأنا بالفعل في المنافسة دون أدنى شك مع الدوريات الكبرى".

وعن مدى إمكانية استمرار نمو كرة القدم في السعودية على المدى الطويل، قال كالزادا: "أعتقد ذلك بوضوح. على عكس البلدان الأخرى حيث تم إجراء الكثير من الاستثمارات الكبيرة في اللاعبين، كما هو الحال في الصين.. لدينا هنا في السعودية شغف كبير بكرة القدم. إنها الرياضة رقم واحد، 60% من السكان هم تحت سن 30 عامًا، والشباب والشغف بكرة القدم يضمنون مستقبلًا قويًا".

وأشاد الرئيس التنفيذي لنادي الهلال بالسياسة المالية في "الزعيم"، وقال: "بالنسبة لنا، استطعنا من مواردنا الخاصة تكوين فريقنا. نشرنا مؤخرًا حساباتنا سنويًا دون خسائر أو ديون، وهذا أمر رائع".

الهلال يستطيع منافسة الكبار

كما أوضح الإسباني كالزادا أن وصول لاعبين عالميين إلى السعودية ليس شيئًا عابرًا، وأضاف: "تم إجراء الاستثمار الأولي، وكان هناك دعم من الحكومة، ولكن مع زيادة الأندية لدخلها، سيكون لديها أيضًا القدرة على جلب المزيد من اللاعبين".

وتابع الرئيس التنفيذي لنادي الهلال : "نحن لا نبحث عن لاعبين على وشك التقاعد، بل نتنافس مع الأندية الأوروبية الرئيسية للتعاقد مع لاعبين مميزين. معظم لاعبينا الدوليين هم في أوائل الثلاثينيات من العمر أو في العشرينيات، أي في ذروة حياتهم المهنية".

وبسؤاله عن تأثير وجود هؤلاء النجوم الأجانب على نمو المواهب السعودية المحلية، أجاب: "اللاعبون السعوديون يتعلمون من موهبة اللاعبين الدوليين. بالإضافة إلى ذلك، لدينا بالتأكيد برامج كرة قدم قوية للغاية مع فرق تبدأ للأطفال دون سن 12 عامًا".

وأكمل: "اللاعبون هنا لديهم المستوى للعب، ليس فقط في الدوري السعودي، بل أيضاً في أوروبا، كما هو الحال مع سعود عبد الحميد الذي كان ظهيرنا الأيمن ووقع لروما الصيف الماضي، أو حالة سالم الدوسري الذي وقع لنادي فياريال قبل بضعة مواسم".

تجدر الإشارة إلى أن كالزادا يعمل مع الهلال منذ نوفمبر 2023، وخلال الموسم الماضي، استطاع الفريق السيطرة على المشهد المحلي، وحصد الثلاثية بعد الظفر بألقاب دوري روشن، كأس الملك، وكأس السوبر السعودي، وفي بداية الموسم الحالي، حقق الفريق الأزرق مُجددًا لقب كأس السوبر على حساب غريمه التقليدي نادي النصر.