في صباحٍ يلفّه الغمام ويغمره السكون، تتزين الرياض بوشاحٍ رماديّ من السحب، بينما ترقص قطرات المطر على طرقاتها الواسعة. كأن السماء قررت أن تحكي للمدينة قصيدةً، تُنشدها همسات الماء المتساقط، في مشهد يأسرك بجماله وينعش الروح بتفاصيله.
تتجلى الطبيعة في أبسط صورها وأصدقها، فلا شيء يتكلف في هذا المشهد، الجسور الشامخة تبدو وكأنها معابر للحلم، تعبرها السيارات في هدوء، كأنها تدرك أن هذا النهار ليس عادياً، تكتسي الأشجار التي تصطف على جانبي الطريق بحلّة جديدة، يغسلها المطر لتستعيد نضارتها، فتبدو كأنها تبتسم في وجه كل عابر.
أما الطرق، فهي مسرحٌ لحكاية المطر، تلتقط برك الماء انعكاسات السماء والأبنية والجسور، فتخلق لوحاتٍ عفوية تُشبه المرايا التي تحكي جمال الرياض. ليس المطر وحده من يرسم اللوحة، بل تلك اللحظات العابرة التي تنبض فيها المدينة بالحياة، حيث يتلاقى دفء البيوت مع برودة الشتاء في أفق لا نهائي.
وفي قلب هذا المشهد، يتحول كل شيء إلى قصيدة أصوات المطر كإيقاع ناعم على الأرض، الهواء الذي يحمل معه نفحات الشتاء الأولى، والألوان الرمادية التي تعانق زرقة السماء بتدرجاتٍ حالمة.
كان الأحد يومًا مطارًا في الرياض، حيث يلتقي الجمال بالحقيقة، ويصبح المطر رسولاً للسلام، يغسل الهموم ويحيي الطبيعة، إنه يومٌ يُذكرنا أن الجمال في البساطة، وأن المدن العظيمة مثل الرياض لا تحتاج إلا لقليلٍ من المطر لتكشف عن وجهها الأكثر شاعرية.
<
div class="image">