شارك معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله السند، في الندوة التي نظمتها إمارة منطقة القصيم بعنوان (الإرجاف وسبل مواجهته)، في نسختها الثالثة، في الجانب الشرعي وفي بداية مشاركته وجه معاليه الشكر لصاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود، أمير منطقة القصيم، على دعوته للمشاركة في هذه الندوة.
وتحدث معاليه عن الإرجاف من منظور شرعي، مبينًا معاليه مادلت عليه الآية في قول الله تعالى ﴿لَئِن لَم يَنتَهِ المُنافِقونَ وَالَّذينَ في قُلوبِهِم مَرَضٌ وَالمُرجِفونَ فِي المَدينَةِ لَنُغرِيَنَّكَ بِهِم ثُمَّ لا يُجاوِرونَكَ فيها إِلّا قَليلًا﴾ [الأحزاب: 60]، وأن المُرجِف لا مكان له في المجتمع الآمن المطمئن المترابط الذي يسعى إلى وحدة كلمته، مستدلاً بقوله تعالى ﴿ثُمَّ لا يُجاوِرونَكَ فيها إِلّا قَليلًا﴾.
وأكَّد معاليه أن الأراجيف مطيَّة الأعداء في إفساد حال الناس، قال الله تعالى ﴿لَو خَرَجوا فيكُم ما زادوكُم إِلّا خَبالًا وَلَأَوضَعوا خِلالَكُم يَبغونَكُمُ الفِتنَةَ وَفيكُم سَمّاعونَ لَهُم وَاللَّهُ عَليمٌ بِالظّالِمينَ﴾ [التوبة: 47].
وأعظم ما حدث الإرجاف وما زلنا في شرِّه حتى اليوم ما وقع في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان -رضي الله عنه- يوم قام ابن سبأ ومن معه بالإرجاف في مجتمع المسلمين حتى اجتمع الأوباش لما تشرَّبوا الشبهات والأقاويل الكاذبة التي أرجف بها المرجفون في إيغار صدور الناس على خليفتهم خير الله يوم قتله.
وحدثت أول فتنة وبدعة في تاريخ المسلمين لا يزال الناس في شرِّها إلى اليوم، وهي فتنة الخروج على ولاة أمور المسلمين.
وبيَّن معاليه أن ناقل الكذب ومفشي الأقاويل يوصف بالفسق، كما قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا)، ولذلك فإن الحكم التكليفي للإرجاف التحريم، وهو من كبائر الذنوب؛ لأن الله تعالى قال عن المرجفين ﴿مَلعونينَ أَينَما ثُقِفوا أُخِذوا وَقُتِّلوا تَقتيلًا﴾ [الأحزاب: 61] وصاحبه وصف بالفسق.
وكم من شخص يتلقى خبرًا أو رسالة فإذا به مذياعًا ينشره إلى الآلاف فيكون بذلك مرجفًا.
وشدَّد معاليه على أنه يجب على كل واحد منا أن يقوم بواجبه الشرعي والوطني في أن يكون سدًّا منيعًا في وجه من يريد الشر والإفساد والإرجاف.
وفي ختام الندوة سلَّم سمو أمير منطقة القصيم درعًا تذكاريًّا لمعاليه بهذه المناسبة.