واصلت أسعار النفط انخفاضها في التعاملات الآسيوية يوم الخميس، حيث تراجعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.5% إلى 78.62 دولار للبرميل، مسجلة اليوم السادس على التوالي من الخسائر. وانخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 0.5% إلى 75.05 دولار، في اليوم الخامس من الهبوط المتتالي.

وشهدت الأسواق حالة من عدم اليقين بسبب السياسات التي اقترحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. تضمنت هذه السياسات زيادة الإنتاج المحلي للطاقة، وفرض رسوم جمركية جديدة على عدة دول، مما أثار مخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي وانخفاض الطلب على الطاقة.

وأعلنت بريانكا ساشديفا، المحللة البارزة لدى فيليب نوفا، أن الأسواق تتخلى عن مكاسبها السابقة نتيجة “محركات متباينة”. وتشمل هذه المحركات تخفيف التوترات الجيوسياسية في غزة، وزيادة الإنتاج الأمريكي، مما يعزز المخاوف من تأثير الرسوم الجمركية على الطلب العالمي.

التأثيرات الجيوسياسية والاقتصادية

تعهد ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية على روسيا ودول أخرى إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا. كما أشار إلى فرض تعريفات بنسبة 25% على كندا والمكسيك و10% على الصين. وترافق ذلك مع إعلانه حالة طوارئ وطنية للطاقة لتسريع مشاريع البنية التحتية وتقليل القيود البيئية.

ارتفاع المخزونات الأمريكية

وفقًا لمعهد البترول الأمريكي، ارتفعت مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة بمقدار 958,000 برميل خلال الأسبوع المنتهي في 17 يناير، في حين ارتفعت مخزونات البنزين ونواتج التقطير بمقدار 3.23 و1.88 مليون برميل على التوالي. هذا الارتفاع أدى إلى ضغط إضافي على الأسعار، حيث تنتظر الأسواق البيانات الرسمية بشأن المخزونات.

عوامل داعمة ومحددة للخسائر

على الرغم من الانخفاض، دعمت العقوبات الأمريكية على روسيا والتوقعات بزيادة الطلب على التدفئة بسبب الطقس البارد الأسعار بشكل نسبي. كما أدت الدوامة القطبية إلى زيادة الطلب على الطاقة في الولايات المتحدة وأوروبا، مع تعطل الإنتاج في خليج المكسيك نتيجة الظروف الجوية القاسية.

مستقبل غامض للسوق النفطية

مع وصول الإنتاج الأمريكي إلى مستويات قياسية بلغت 13 مليون برميل يوميًا في عام 2024، تشير التوقعات إلى زيادة العرض من الولايات المتحدة، مما قد يخفف من أثر أي تخفيضات إنتاجية من منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك). ومع ذلك، فإن تأثير الرسوم الجمركية والسياسات التجارية لترامب قد يشكل تحديات إضافية للسوق العالمي.

ويعكس الانخفاض المستمر في أسعار النفط تقاطعًا معقدًا بين العوامل الجيوسياسية والاقتصادية والسياسات الداخلية للولايات المتحدة. ومع استمرار حالة عدم اليقين، يترقب المستثمرون والمحللون بشغف بيانات المخزونات الرسمية وتطورات السياسات التجارية الأمريكية لمعرفة الاتجاه المستقبلي للأسواق النفطية.