ارتفعت أسعار النفط اليوم الاثنين لتتعافى بعد تراجعها الأسبوع الماضي بسبب مخاوف من اندلاع حرب تجارية عالمية، إذ تجاهل المستثمرون فيما يبدو أحدث تهديد للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن واردات الصلب والألمنيوم.
وصعدت العقود الآجلة لخام برنت 74 سنتا، أو واحدا بالمئة، إلى 75.40 دولار للبرميل بحلول الساعة 0938 بتوقيت جرينتش، كما زاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 72 سنتا أو واحدا بالمئة، إلى 71.72 دولار للبرميل.
وسجلت سوق النفط الأسبوع الماضي تراجعا أسبوعيا للمرة الثالثة على التوالي بسبب المخاوف من حرب تجارية عالمية.
وقال هاري تشيلينجويران رئيس البحوث لدى أونيكس كابيتال "عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية هو أساس الأمر. يؤثر هذا على شهية المخاطرة بشكل عام وله آثار على النفط".
وقال ترامب إنه سيعلن اليوم الاثنين عن رسوم جمركية بنسبة 25 بالمئة على جميع واردات الصلب والألمنيوم إلى الولايات المتحدة في تصعيد كبير آخر في سياسته التجارية.
وقبل أسبوع واحد فقط، أعلن ترامب عن فرض رسوم جمركية على كندا والمكسيك والصين، لكنه علق فرض الرسوم على كندا والمكسيك المجاورتين في اليوم التالي.
وهناك مخاوف من أن تؤثر الرسوم الجمركية على النمو الاقتصادي العالمي والطلب على الطاقة. وقال محلل السوق لدى آي.جي توني سيكامور إن في ضوء تراجع ترامب مؤقتا عن تطبيق الرسوم الجمركية، تجاهل المستثمرون على ما يبدو التهديد بفرض رسوم جمركية على الصلب والألمنيوم في الوقت الحالي.
وأضاف "أدركت السوق أن الحديث عن الرسوم الجمركية من المرجح أن يستمر في الأسابيع والأشهر المقبلة" مشيرا إلى أن هناك فرصة متساوية لإلغائها أو حتى زيادتها في وقت ما في المستقبل القريب.
وتابع "لذا ربما توصل المستثمرون إلى نتيجة مفادها أن التفاعل بشكل سلبي مع كل عنوان خبر ليس هو أفضل خيار".
ومن المقرر أن تدخل رسوم جمركية فرضتها الصين انطلاقا من مبدأ المعاملة بالمثل على بعض الصادرات الأمريكية حيز التنفيذ اليوم الاثنين، إذ لا توجد أي إشارة حتى الآن على إحراز تقدم في المحادثات بين بكين وواشنطن.
ويسعى متعاملون في سوق النفط والغاز إلى الحصول على إعفاءات من بكين لواردات النفط الخام والغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة.
وقال ترامب أمس الأحد إن الولايات المتحدة تحرز تقدما مع روسيا لإنهاء حرب أوكرانيا، لكنه رفض تقديم تفاصيل عن أي اتصالات أجراها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وتسببت العقوبات المفروضة على تجارة النفط الروسية في 10 يناير كانون الثاني في تعطل إمدادات موسكو إلى الصين والهند، وهما من أكبر عملائها.
وكثفت واشنطن أيضا الضغوط على إيران الأسبوع الماضي، إذ فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات جديدة على بعض الأفراد والناقلات التي تساعد في شحن ملايين البراميل من النفط الخام الإيراني سنويا إلى الصين.
وقال محللون من سيتي جروب في مذكرة إن العقوبات المفروضة على إيران وعدم التوصل إلى اتفاق نووي من العوامل التي تدفع أسعار النفط للارتفاع على الرغم من أن سياسات ترامب تهدف إلى دفعها للانخفاض.
وذكرت سيتي أن من المتوقع أن يبلغ متوسط سعر خام برنت ما بين 60 و65 دولارا للبرميل في النصف الثاني من 2025 مع إصرار ترامب على رغبته في خفض أسعار الطاقة وسيثبت في نهاية المطاف أن له تأثير هبوطي على سوق النفط.