وجدت المحكمة العليا الإسبانية اليوم الخميس لويس روبياليس رئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم السابق مذنبا بالاعتداء الجنسي لتقبيل جيني إيرموسو لاعبة المنتخب الوطني دون رضاها، وفرضت عليه غرامة بأكثر من عشرة آلاف يورو عشرة آلاف يورو (10434 دولارا)، في قضية أثارت الكثير من الجدل في البلاد.

وقالت المحكمة في حكم اطلعت عليه رويترز إنها برأته من تهمة الإكراه. وقال روبياليس لرويترز إنه سيستأنف الحكم وأضاف "سأواصل القتال".

وكان ممثلو الإدعاء طالبوا بعقوبة السجن بحق روبياليس (47 عاما) في قضية أثارت جدلا واسعا في إسبانيا حول التمييز على أساس الجنس في كرة القدم النسائية والمجتمع الإسباني الأوسع.

وقالت المحكمة العليا في بيان إنها برأت أيضا المسؤولين الثلاثة الآخرين الذين اتُهموا بمحاولة إجبار إيرموسو على قول أن القبلة، التي جرت خلال توزيع جوائز كأس العالم 2023 في سيدني، كانت بالتراضي. وألقت الفضيحة التي تلت ذلك بظلالها على فوز إسبانيا باللقب.

وأكد روبياليس، الذي يخضع لتحقيق منفصل في قضية فساد تتعلق بعمولات دُفعت في صفقة مربحة لإقامة بطولة كأس السوبر الإسبانية في السعودية، طوال محاكمة هذا الشهر أن إيرموسو وافقت على تقبيله وسط الاحتفالات.

لكن القاضي خوسيه مانويل فرنانديز-بريتو قال إنه يصدق شهادة إيرموسو بأنها لم تمنحه الموافقة.

وحكم القاضي بأن الاعتداء الجنسي "على الرغم من أنه يستحق التوبيخ دائما" كان طفيفا لأنه لم يكن هناك أي عنف أو تخويف.

وقال فرنانديز-برييتو إن الأمر يتعلق بقبلة وليس عملا أكثر جدية، وبالتالي فإن روبياليس سيتجنب قضاء بعض الوقت في السجن.

وجاء في الحكم "يجب اختيار العقوبة المالية، التي هي أقل خطورة من عقوبة الحبس".

وقال روبياليس أمام المحكمة في مدريد "أنا متأكد تماما من أنها أعطتني الإذن. سألتها ‭'‬هل يمكنني أن أعطيك قبلة صغيرة؟ قالت حسنا‭'‬. وهذا ما حدث".

ومنع الحكم الصادر روبياليس من الاقتراب من إيرموسو لمسافة 200 متر ومن التواصل معها لمدة عام. وسيتعين عليه أيضا أن يدفع لإيرموسو 3000 يورو كتعويض. وتم تحديد الغرامة بمبلغ 20 يورو يوميا على مدى 18 شهرا.

ويبلغ إجمالي الراتب السنوي لروبياليس في الاتحاد الإسباني 675762 يورو.

وخلال المحاكمة، قالت إيرموسو إن القبلة غير المرغوب فيها من رئيسها والضجة التي أعقبت ذلك "أفسدت أحد أسعد أيام حياتي"، بينما شهدت زميلاتها في الفريق أنها تركتها مرتبكة، وتبكي ومرهقة في الساعات والأيام التالية.

وأشادت الحكومة المنتمية لليسار في إسبانيا، التي طالبت بإقالة روبياليس من منصبه، بالحكم باعتباره يؤيد اتهامات الضحية.

وكتبت وزيرة المساواة آنا ريدوندو على منصة إكس "عندما لا تكون هناك حالة التراضي، يكون هناك اعتداء وهذا ما يشهد عليه القاضي في هذا الحكم.

"تم احترام كلمة الضحية، كما ينص القانون، ولا ينبغي التشكيك فيها".

وقالت السياسية البارزة إيرين مونتيرو المنتمية للحركة النسوية، عضو البرلمان الأوروبي، إن الحكم كان انتصارا للحركة، رغم أنها أعربت عن أسفها بسبب تطبيق "الحد الأدنى من الغرامات والعقوبات".

وقالت "منذ وقت ليس ببعيد، لم يكن من المتصور أن تعترف المحكمة بالقبلة دون الموافقة على أنها اعتداء جنسي. الحركة النسوية تغير كل شيء: فقط كلمة "نعم" تعني "نعم".

ويمكن استئناف الحكم.

وقال محامي هيرموسو لرويترز إن الأمر متروك لموكلته لتقرر ما إذا كانت "تريد مواصلة القتال".

وقالت رابطة لاعبي كرة القدم في إسبانيا، التي كانت المدعي العام الخاص في القضية، إن الحكم يمثل "خطوة مهمة إلى الأمام في الدفاع عن حقوق المرأة وفي النضال من أجل رياضة خالية من الإساءة وعدم المساواة".