أصدر المركز الوطني للأرصاد تقريره المناخي حول توقعات درجات الحرارة وهطول الأمطار خلال فصل الربيع 2025، الذي يشمل الأشهر مارس، أبريل، ومايو. وقد استند التقرير إلى مخرجات النماذج العددية المناخية المعتمدة دوليًا، والتي تتوقع ارتفاعًا في متوسط درجات الحرارة وهطول الأمطار في عدة مناطق من المملكة.

مارس 2025: ارتفاع الحرارة مع زيادة هطول الأمطار

أوضح التقرير أن شهر مارس 2025، والذي يتزامن مع بداية شهر رمضان المبارك، سيشهد ارتفاعًا في متوسط درجات الحرارة بمقدار درجة مئوية واحدة فوق المعدل الطبيعي في معظم مناطق المملكة. كما تُشير التوقعات إلى أن معدلات هطول الأمطار ستكون أعلى من المعتاد، خاصةً في المناطق الغربية والوسطى، بما يشمل المدينة المنورة، مكة المكرمة، حائل، القصيم، والمنطقة الشرقية. ومن المتوقع أن تؤثر هذه التغيرات على الأحوال الجوية، مما قد يؤدي إلى عواصف رعدية قوية وأمطار غزيرة في بعض المناطق.

أبريل ومايو 2025: استمرار ارتفاع درجات الحرارة وهطول الأمطار

في شهري أبريل ومايو، يتوقع التقرير أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع، حيث تشير التوقعات إلى زيادة تصل إلى 1.4 درجة مئوية فوق المعدل الطبيعي في عدة مناطق، أبرزها الرياض، الشرقية، المدينة المنورة، القصيم، حائل، تبوك، والحدود الشمالية.

أما هطول الأمطار، فمن المتوقع أن يكون أعلى من المعدل الطبيعي في جازان، عسير، الباحة، مكة المكرمة، المدينة المنورة، وأجزاء من الرياض، القصيم، والحدود الشمالية، بينما ستكون حول المعدلات الطبيعية أو أقل في باقي المناطق.

ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية

تشير السجلات المناخية إلى أن درجات الحرارة قد تصل إلى 42.8 درجة مئوية في مارس، و46.2 درجة مئوية في أبريل، بينما قد تبلغ 49.4 درجة مئوية في مايو، وهو ما يعكس التأثير المتزايد لارتفاع درجات الحرارة على المملكة. وتشير التوقعات إلى أن هذا الارتفاع قد يؤدي إلى تزايد معدلات الجفاف في بعض المناطق، وارتفاع معدلات التبخر، مما يزيد من الضغط على الموارد المائية.

زيادة فرص العواصف الرعدية والسيول

مع ارتفاع معدلات هطول الأمطار عن المعدل الطبيعي، وخاصةً في المناطق الجبلية مثل الباحة وعسير وجازان، فإن احتمالية تشكل السيول وارتفاع منسوب المياه في الأودية ستكون كبيرة. كما أن زيادة الرطوبة في الغلاف الجوي قد تؤدي إلى تشكل السحب الرعدية التي قد تكون مصحوبة برياح نشطة وعواصف رملية.

ذروة موجات الغبار في مايو

من المتوقع أن يشهد شهر مايو أعلى معدلات للأيام المغبرة، حيث تصل ذروتها خلال هذا الشهر، مما قد يؤثر على الحركة الجوية والطرق البرية، بالإضافة إلى تأثيرها الصحي على مرضى الجهاز التنفسي.

التوصيات والتحذيرات لمختلف القطاعات

القطاع الزراعي:

• يوصى بزراعة المحاصيل المقاومة للحرارة، مثل الذرة والدخن، لا سيما في المناطق المتوقع أن تشهد ارتفاعًا في درجات الحرارة.

• تجنب الري الزائد خلال الفترات التي تشهد أمطارًا غزيرة لتفادي تعفن الجذور ومشاكل التربة.

• الاستفادة من تقنيات الري الذكي لتقليل فقدان المياه نتيجة التبخر العالي.

• استخدام تقنيات التظليل لحماية النباتات من درجات الحرارة المرتفعة.

الصحة والسلامة العامة:

• تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس خلال أوقات الذروة، خاصةً مع توقعات ارتفاع الحرارة.

• ارتداء الكمامات والاحتياطات اللازمة عند اشتداد العواصف الرملية والغبار، خاصةً لمرضى الجهاز التنفسي.

• متابعة التحديثات اليومية للطقس عبر المنصات الرسمية للمركز الوطني للأرصاد لتفادي أي مخاطر جوية.

قطاع النقل والمواصلات:

• الاستعداد لتغيرات مفاجئة في الطقس، خاصةً العواصف الرعدية والغبارية، والتي قد تؤثر على الرؤية الأفقية وحركة النقل الجوي والبري.

• اتخاذ التدابير اللازمة لضمان سلامة الطرق والجسور في المناطق المعرضة لارتفاع منسوب المياه.

المجتمع العام:

• الابتعاد عن الأودية ومجاري السيول أثناء هطول الأمطار.

• توخي الحذر خلال السفر والتنقل في الفترات التي تشهد اضطرابات مناخية.

• الاستعداد لتأثيرات الارتفاع الكبير في درجات الحرارة عبر توفير أماكن مظللة ومياه باردة لتخفيف الإجهاد الحراري، خصوصًا خلال شهر رمضان المبارك.

ويؤكد المركز الوطني للأرصاد أن هذه التوقعات تأتي في إطار الجهود المستمرة لدعم التخطيط واتخاذ القرار في مختلف القطاعات، داعيًا جميع المواطنين والمقيمين إلى متابعة تحديثات الطقس اليومية عبر المنصات الرسمية، واتخاذ التدابير اللازمة لضمان السلامة العامة.

مع دخول فصل الربيع 2025، تبقى المملكة أمام تحديات مناخية متنوعة، تتطلب وعياً واستعداداً من الجميع، لضمان التأقلم مع التغيرات الجوية المتوقعة والاستفادة من بيانات الطقس المحدثة لاتخاذ القرارات المناسبة.