بروح التآخي والتكافل الاجتماعي يستقبل المسلمون في جمهورية سيراليون شهر رمضان، بطابع خاص يعكس عمق أصالة عادات شعب هذه البلاد، إذ يجتمع أهل القرى وقت الإفطار عند رئيس القبيلة أو كبير العائلة، ليأتي كل فرد بمقدار من طعام، ويشترك الجميع في إعداد مائدة واحدة، حضر فيها أفراد القبيلة أو العائلة، أما الحال في المدن، فجرت العادة أن يفتح المقتدرون أبوابهم للإفطار بعد تجهيزها بأصناف الطعام، ويمكن أن يشارك البعض بإحضار أطعمة إضافية، وكذلك يتفق الجيران بأن يكون الإفطار عند شخص واحد ويحضّر كل واحدٍ منهم طعامه.

وتحدث الدكتور سليمان مالدوه باه الذي وفد من جمهورية سيراليون ليعمل معلمًا في كلية الصحة العامة بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل بالدمام، عن اجتماع مأدبة الإفطار التي تنتهي بشكر رئيس القبيلة أو كبير العائلة أو المضيف، والدعوة له بالخير والبركة، ثم يهيئوا لإقامة صلاتي العشاء والتراويح إذ يحرص الجميع على الذهاب للمساجد مبكرًا، وبعد صلاة التراويح يتوجهون إلى منازلهم يتناولون وجبة العشاء، ثم يأخذون قسطًا من الراحة استعدادًا لتحضير وجبة السحور، التي تحتاج إلى إعداد الموقد وجمع الحطب أو الفحم وإشعاله، بعدها يتهيؤون لإقامة صلاة الفجر.

واستحضر الدكتور باه مكونات مائدة الإفطار الرمضانية المعتادة في جمهورية سيراليون، وبيّن أنها تتكون في الغالب من الأرز، إضافة إلى الشوربة التي تسمى في اللغة المحلية بـ "البب"، وتطهى بدقيق الذرة أو دقيق الأرز بطريقة خاصة ويضاف لها السكر، ويمكن أن يضاف إلى المائدة صنف آخر يشبه الشوربة يسمى "اليبيه"، ويتكون من البقوليات والبطاطا الحلوة والموز الهندي لتطهى جميعًا مع الزيت الأحمر والبهارات الخاصة.

وتطرق إلى سبب تكيفه مع أجواء المملكة التي تبعد آلاف الكيلومترات عن بلاده وتفصلها العديد من البلدان والثقافات، مبينًا أن شعب المملكة المضياف تسوده أجواء الألفة والمحبة والتقدير؛ إذ ترى الجميع يتسابق لتقديم وجبات الإفطار للمقيمين وتلمس احتياجاتهم، وهم في غاية السعادة راجين الثواب والأجر من الله تعالى.

وأعرب الدكتور عن سعادته بوجوده على أرض المملكة إذ تجد المساجد عامرة بذكر الله على الدوام وموائد الإفطار منتشرة بشكل منظم.

ويوجد على أرض المملكة العربية السعودية الملايين من الجاليات والجنسيات الإسلامية، التي وفدت من بلدان مختلفة، وفي شهر رمضان يجتمعون على الموائد الرمضانية يستذكرون عادات وتقاليد بلدانهم.