مع بداية عام 2018م أطلق صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية بهدف الحفاظ على الهوية العمرانية الوطنية السعودية ومشاركة ثقافة المملكة وتراثها الحضاري مع دول العالم وقد عمل فريق من الخبراء والمتخصصين في المباني التراثية على ترميم مساجد ذات قيمة تاريخية وأهمية متعاظمة على مستوى مناطق المملكة مع الحفاظ على الطابع المعماري الفريد لكل مسجد وتحقيق عنصري الأصالة والتكامل
وضمن هذا المشروع الضخم حظي مسجدان في محافظة شقراء ومحافظة مرات باهتمام القائمين عليه وهما مسجد سديرة في شقراء ومسجد الزرقاء في ثرمداء
مسجد سديرة التاريخي يقع جنوب البلدة التراثية شمال محافظة شقراء ويعود تاريخ إنشائه إلى عام 1356هـ ويُعد من أقدم المباني التراثية بالمنطقة يتكون المسجد من بيت الصلاة وخلوة أرضية ودورات مياه ومنارة مربعة الشكل تقع جنوب المسجد ويبلغ ارتفاعها نحو 10.46م وللمسجد مدخلان أحدهما في الشرق والآخر في الغرب وبعد التطوير ضم المسجد بيت الصلاة وسرحة المسجد ومصلى للنساء ودورات مياه وأماكن وضوء للرجال والنساء وقد شُيد من الطين والحجر وسُقف باستخدام مرابيع خشبية وجذوع الأثل وسعف النخيل وتبلغ مساحته الكلية نحو 500م²
أما مسجد الزرقاء التاريخي فتعود نشأته إلى عهد الإمام فيصل بن تركي -رحمه الله- خلال الفترة من 1259هـ إلى 1282هـ وقد أمر الملك عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- بإعادة بنائه وتوسعته لاستيعاب أعداد المصلين وكان من أبرز أئمته إبراهيم عبدالله العنقري وعبدالرحمن محمد المقرن وإبراهيم عبدالرحمن العنقري وعبدالله بن حامد الحامد ومن أبرز المؤذنين عبدالله القاسم وعبدالكريم عبدالله الشعلان يضم المسجد بعد التطوير بيت الصلاة ومستودعًا وسرحة ودورات مياه وأماكن وضوء ويتسع لـ 180 مصلٍّ ويقع شمال بلدة ثرمداء القديمة على الطريق الرابط بين محافظة ثرمداء ومحافظة شقراء ويبعد عن محافظة مرات نحو 5.5كم يتميز المسجد ببنائه من الطين والحجر وسقفه المبني من خشب الأثل وسعف النخيل وتبلغ مساحته الكلية نحو 326م²
يُعد مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية أحد أهم المبادرات النوعية لتطوير المساجد التاريخية وإعادة تأهيلها للعبادة والصلاة بهدف الحفاظ على طابعها المعماري الأصيل وما تمثله من عُمق للهوية السعودية تاريخيًا وثقافيًا ودينيًا ويضم المشروع مرحلتين للتطوير وقد حقق منذ انطلاقه إنجازات بارزة شملت 130 مسجدًا تاريخيًا تم اختيارها للتطوير و60 مسجدًا أُعيد تأهيلها بالكامل بمشاركة أكثر من 60 مهندسًا سعوديًا وأكثر من 650 عاملًا إضافة إلى 60 متدربًا فيما بلغت ساعات العمل ما يزيد على 40000 ساعة عمل
أبرز المساجد التاريخية التي شملها التطوير مسجد آل عاكسة في النماص بمنطقة عسير والذي يتميز ببنائه على طراز السراة ومسجد الرحيبيين القديم في دومة الجندل بمنطقة الجوف ويعود تاريخه إلى ما يزيد على 150 عامًا ومسجد التابوت التراثي في جزيرة فرسان بمنطقة جازان ويعود تاريخ إنشائه إلى نحو 300 عام ومسجد الداخلة الأثري القديم الذي يُعد من أقدم المساجد بالمنطقة ويعود تاريخ إنشائه إلى الفترة ما بين عام 850هـ إلى عام 900هـ وهو المسجد الجامع في بلدة الداخلة القديمة وقد قام أهالي البلدة بترميم المسجد عام 1432هـ وجامع المنسف في محافظة الزلفي والذي يعود تاريخ إنشائه إلى عام 1290هـ ويتميز ببنائه على الطراز النجدي ويُعد من أبرز المباني التراثية في المنطقة
يُجسد هذا المشروع رؤية المملكة 2030 في الحفاظ على التراث الوطني وتعزيز الهوية الإسلامية ليبقى هذا الإرث شامخًا للأجيال القادمة