برزت المخرجة السعودية هند الفهاد كأحد الأسماء المهمة في صناعة السينما السعودية والعربية، مستندة إلى مسيرة مهنية حافلة بالإنجازات والإبداع. مؤخرًا، اختيرت الفهاد للمشاركة في لجنة تحكيم آفاق المستقبل ضمن الدورة الـ45 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الذي انطلق في 13 نوفمبر ويستمر حتى 22 نوفمبر، ليجمع أبرز الأسماء السينمائية من مختلف أنحاء العالم. تُعد هذه المشاركة علامة فارقة في مسيرة الفهاد، حيث عبّرت عن سعادتها بالقول: “متحمسة كثيراً للمشاركة في لجنة تحكيم مسابقة آفاق السينما العربية بالتعاون مع أسماء كبيرة في صناعة السينما العربية والعالمية. مهمتنا صعبة ولكن ممتعة بفضل تنوع الأفلام واختيارات المهرجان المميزة.” كما أضافت: “أشعر بمسؤولية كبيرة في متابعة التجارب السينمائية العربية من منظور مختلف، وهذه فرصة أعتز بها.”

من بدايات متواضعة إلى إنجازات عالمية

بدأت الفهاد مسيرتها الفنية عام 2012 عندما أخرجت فيلمها القصير الأول ثلاث عرائس وطائرة ورقية الذي شارك في مهرجان أبوظبي السينمائي. سرعان ما أثبتت موهبتها عبر أعمال أخرى مثل فيلم مقعد خلفي (2013) الذي عُرض في مهرجان الخليج السينمائي، وبسطة (2015)، العمل الذي حصد جوائز عديدة، منها جائزة المهر الخليجي للأفلام القصيرة في مهرجان دبي السينمائي، وجائزة النخلة الفضية في مهرجان أفلام السعودية. في عام 2021، شاركت بفيلمها المرخ الأخير، الذي كان جزءًا من الفيلم الطويل بلوغ، وساهم هذا العمل في تعزيز حضورها في مهرجانات دولية مثل مهرجان القاهرة السينمائي ومهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي.

أدوار قيادية وإبداع متنوع

إلى جانب عملها الإخراجي، تميزت الفهاد بأدوار قيادية في صناعة المحتوى. فهي مستشار محتوى في هيئة الإذاعة والتلفزيون، وعضو مجلس إدارة جمعية السينما السعودية. كما تولت رئاسة لجنة تحكيم أفلام الطلبة في مهرجان أفلام السعودية عام 2017. وفي مجال الدراما، ساهمت بإخراج حلقات من أعمال بارزة مثل مسلسل بدون فلتر (2018) ومسلسل عناقيد، حيث قدمت خمس حلقات تحمل قصصًا درامية متنوعة بين 2019 و2021، مما يعكس قدرتها على التنقل بين السينما والتلفزيون بسهولة وإبداع.

دور مؤثر في الصناعة السينمائية

على هامش مهرجان القاهرة السينمائي، شاركت الفهاد في ندوة التحديات والفرص في صناعة السينما السعودية، حيث ناقشت تطور صناعة الأفلام السعودية في ظل رؤية 2030، متناولة قضايا السرديات الثقافية، التمويل، الرقابة، وفتح آفاق جديدة للمواهب الشابة. كما ساهمت في فيلم Becoming، وهو مشروع جماعي شاركت فيه مع صانعات أفلام سعوديات بارزات، ليكون شاهدًا على التقدم الذي حققته المرأة السعودية في هذا المجال.

رسالة شغف وإلهام

تمثل هند الفهاد مثالًا للمرأة السعودية الطموحة، التي واجهت التحديات بشغف ومثابرة، محققة إنجازات ملهمة. تقول الفهاد: “أتمنى أن تكون المملكة وجهة عالمية في صناعة السينما.” حلمها هذا لا يزال دافعًا لها لاستمرار الإبداع والتميز، مؤكدة أن الشغف والعمل الدؤوب هما مفتاح النجاح في أي مجال.

« انتهى «