اختتمت مؤخرا في العاصمة القرغيزية (بشكيك) فعاليات ملتقى خريجي الجامعات السعودية من دول روسيا وآسيا الوسطى، الذي نظمته الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وجامعة طيبة وجامعة جدة، وشهد حضور مشاركة أكثر من 170 أكاديميًا وباحثًا وداعية إسلاميًا من مختلف دول المنطقة. وانتهى الملتقى بمجموعة من التوصيات من أبرزها ضرورة توعية المسلمين بمخاطر الأفكار الضالة والمنحرفة التي تهدد وحدة الأمة واستقرارها، مع التأكيد على تكثيف الجهود في التصدي لهذه الأفكار من خلال العلم والبيان والحجة، كما أوصى بتحديث المناهج التعليمية لتواكب تحديات العصر مع المحافظة على الهوية الإسلامية.

أيضا شملت التوصيات تعزيز التعايش بين المسلمين وغيرهم في البلدان التي يعيشون فيها من خلال حسن التعامل والجوار، بما يعكس الصورة الإيجابية للإسلام في المجتمعات الدولية، كما دعا الملتقى إلى إقامة دورات وندوات وورش عمل حول فقه الوسطية والتواصل الحضاري، وتوجيه الباحثين إلى تناول موضوعات الوسطية والاعتدال وأهميتها في بناء الشخصية الإسلامية المتزنة.

واقترح الملتقى إنشاء مركز ثقافي في قرغيزستان ليكون منصة لنشر ثقافة الوسطية والاعتدال وتعزيز اللغة العربية من خلال تعليمها ونشرها، كما أوصى بترجمة معاني القرآن الكريم وكتب الحديث النبوي الشريف إلى اللغات المحلية، وإنشاء معاهد لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها في دول روسيا وآسيا الوسطى لتخريج كوادر مؤهلة تسهم في تعزيز الفهم الصحيح للإسلام والثقافة العربية، كما تضمنت التوصيات حث الخريجين على إنشاء محتوى رقمي هادف وبرامج حوارية تعزز المنهج الوسطي وتكافح الفكر المتطرف.

وعبر المشاركون في البيان الختامي للملتقى عن شكرهم وتقديرهم لحكومة المملكة على دعمها السخي للعلم والعلماء، وإسهامها الفعّال في دعم خريجي الجامعات السعودية من مختلف دول العالم، وخاصة دول روسيا وآسيا الوسطى، وأشادوا بدورها في توفير سبل اللقاء بين الخريجين والتواصل معهم، وتشجيعهم على متابعة مسيرتهم العلمية والعملية.

كما أكد المشاركون أهمية الاستفادة من جهود المملكة في نشر الإسلام الصحيح والدفاع عنه، وتوضيح وسطيته واعتداله، وشددوا على ضرورة الالتزام بمنهج الحوار المنضبط والبناء بين الثقافات المختلفة، بما يسهم في تعزيز الهوية الإسلامية ونشر المفاهيم السليمة، والعناية باللغة العربية كجسر للتواصل الحضاري.

وكان الملتقى قدم العديد من الفعاليات والمحاضرات والندوات، حيث قدمت محاضرة بعنوان: «دور المملكة الريادي في ترسيخ الوسطية والاعتدال، ومكافحة الغلو والتطرف»، وتطرقت المحاضرة إلى الجهود التي تبذلها المملكة في مكافحة الفكر المتطرف ونشر ثقافة الاعتدال والتسامح، وأكدت على أهمية تعزيز دور الخريجين في هذا المجال من خلال مبادرات علمية ومجتمعية مستدامة.

كما قدمت ندوة علمية بعنوان: «تجربة المملكة في قبول الطلاب الدوليين ورعايتهم والتواصل معهم بعد تخرجهم»، حيث تناولت الجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة لدعم الطلاب الدوليين من خلال توفير بيئة تعليمية متكاملة، وضمان التواصل المستمر معهم بعد التخرج لتعزيز الروابط الأكاديمية والعملية.

كما شهدت فعاليات الملتقى نقاشات ملهمة حول التميز التعليمي في المملكة، وتأكيد أن الإسلام هو دين الوسطية والاعتدال، كما تم تسليط الضوء على «وثيقة مكة» كنموذج لبناء مجتمع إسلامي عالمي يدعم التعايش والتفاهم بين مختلف الثقافات.

وفي أجواء من الحفاوة والترحيب، استقبلت أجنحة الجامعات المشاركة ضيوف الملتقى بعجوة المدينة المنورة، كما استمعوا إلى شرحٍ عن الخدمات التي تقدمها الجامعات للطلبة الدوليين والفرص المتاحة للدراسة في هذه الجامعات من خلال برنامج «ادرس في السعودية».