حشدت غرفة جازان إمكاناتها عبر ملتقى دعم الاستثمار في محافظات القطاع الجبلي بمنطقة جازان؛ سعيًا لجذب الاستثمارات الجديدة واستغلال الفرص المتاحة بمحافظات القطاع الجبلي، مما يسهم في تحسين الاقتصاد المحلي، وتطوير البنية التحتية المطلوبة لدعم المشاريع الاستثمارية وزيادة جاذبية المحافظات الجبلية للاستثمار.
وشهد الملتقى الذي نظمته الغرفة أمس العديد من جلسات العمل المتخصصة، التي شارك فيها متحدثون من مختلف القطاعات والجهات المعنية بقطاع الاستثمار والسياحة وخبراء ومتخصصون من أصحاب منشآت قطاعات الأعمال.
وقدمت عضو مجلس إدارة الهيئة السعودية للسياحة إيدي رودريقز عرضًا عن أهمية تعزيز دور السياحة كونه أولوية لتحقيق التنمية المستدامة بمحافظات القطاع الجبلي بمنطقة جازان، وضرورة استغلال إمكانات المحافظات الجبلية ومواردها الطبيعية وثقافتها المتنوعة.
وناقش المشاركون خلال جلسات حوارية واقع القطاع الجبلي والفرص المتاحة والرؤية المستقبلية للقطاع، ومجالات وفرص الاستثمار، والبنية التحتية والخدمات اللوجستية، وممكنات دعم الاستثمار بمحافظات القطاع الجبلي، وكذلك ورشة عمل متخصصة بعنوان "سياحة مستدامة في محافظات القطاع الجبلي" عبر تعزيز دور المجتمع المحلي والاستثمار والتمويل والترويج.
طبيعة متنوعة
تمتلك منطقة جازان طبيعة متنوعة ومقومات استثمارية واعدة، خاصة في المناطق الجبلية التي تزخر بإمكانات ومقومات فريدة تجعلها وجهة جذابة للمستثمرين في مختلف القطاعات، وتتميز المرتفعات الجبلية في منطقة جازان في كل من محافظات "الداير بني مالك، والعارضة، والريث، والعيدابي، وفيفا، وهروب"، بطبيعتها الخلابة وطقسها المعتدل طوال العام، مما يجعلها نقطة جذب رئيسة للسياحة البيئية، وغطائها النباتي الكثيف، وتنوعها الحيوي الذي يشمل محاصيل زراعية مميزة مثل: البن السعودي، والذرة، والموز، والعود، والصندل، إضافة للعسل الجبلي، والفواكه الاستوائية التي تنفرد بها هذه المحافظات والمنطقة بوجه عام.
وتشهد السياحة الجبلية في جبال جازان تطورًا متسارعًا، حيث تجذب الطبيعة الخلابة والأجواء النقية عُشاق المغامرات والرياضات الجبلية مثل: التسلق، والمشي لمسافات طويلة، فيما تعد إقامة المنتجعات السياحية والنُزل البيئية من أبرز الفرص الاستثمارية التي يمكن أن تسهم في تعزيز القطاع السياحي بالمنطقة، وتملك المناطق الجبلية في جازان تربة خصبة ومناخًا ملائمًا لزراعة البن السعودي عالي الجودة، الذي بات علامة تجارية مسجلة باسم المملكة، إلى جانب زراعة الأشجار المثمرة مثل: القشطة، والمانجو، والجوافة وغيرها.
ويشتهر العسل الجبلي في جازان بجودته العالية، مما يفتح المجال أمام تطوير الصناعات المرتبطة به، مثل: التعبئة، والتسويق محليًا ودوليًا، حيث تشكل المرتفعات الجبلية مواقع مثالية لإنشاء مشاريع الطاقة المتجددة، خاصة الطاقة الشمسية، نظرًا لوفرة أشعة الشمس على مدار العام.
وتولي المملكة اهتمامًا خاصًا بتنمية المناطق الجبلية في جازان ضمن رؤية المملكة 2030، دعم المشاريع السياحية والزراعية والبنية التحتية لجذب المستثمرين، وتعمل هيئة تطوير المناطقة الجبلية بجازان، وأرامكو السعودية، والشركة السعودية للبن، ووزارة السياحة، ووزارة البيئة والمياه والزراعة بالتعاون مع إمارة منطقة جازان على توفير التسهيلات والخدمات الداعمة للمشاريع الاستثمارية في هذه المناطق.
وشهدت السنوات الأخيرة إطلاق عددٍ من المشاريع الناجحة في المناطق الجبلية بجازان، من أبرزها مشاريع زراعة البن التي ضاعفت إنتاجها وتصديرها للأسواق العالمية، ومبادرات تطوير المسارات السياحية التي استقطبت آلاف الزوار من داخل المملكة وخارجها، ومع استمرار الدعم الحكومي وتزايد اهتمام المستثمرين، فإنه من المتوقع أن تصبح المناطق الجبلية في جازان مركزًا للاستثمارات النوعية التي تعزز التنمية الاقتصادية وتوفر فرص عمل لأبناء المنطقة، مع الحفاظ على التراث البيئي والثقافي الفريد لهذه الجبال، لتظل جازان بجمالها الطبيعي وثرواتها المتنوعة فرصة واعدة لمستقبل استثماري مشرق، يجمع بين التنمية المستدامة والاستفادة من الموارد الطبيعية بشكل مسؤول لا يؤثر على بيئة وطبيعة المنطقة وصحة المواطن والمقيم بها.