جددت الأمطار التي شهدتها منطقة القصيم أسلوبا زراعيا قديما مارسه بعض قدامى المزارعين حيث عادت زراعة البعول للمشهد مجدداً. وتعتبر محافظة الشماسية بالقصيم من الأماكن التي ظهر فيها هذا النوع من المزارع البعلية الموسمية وزراعة البعول الزراعية من أساليب وطرق الزراعية القديمة التي مارسها قدامى المزارعين في زراعة بعض محاصيلهم فهم يقومون بإلقاء بذورهم في التربة معتمدين في سقياها على الأمطار كمصدر رئيس للري، مزروعاتهم من الحبوب كالقمح والشعير وغيره بدلاً من استخدام أنظمة الري التقليدية وينشط هذا النوع من الزراعة في المناطق الزراعية التي تشهد هطول أمطار يتوقع كفايته لنمو المحاصيل دون تدخل بشري في الري.
وعمد المزارعون القدماء والحاليين لهذا الأسلوب بالزراعة لأسباب متعددة أبرزها أنها توفر نفقات الري والمواد البترولية المستخدمة في استخراج المياه وتعد صديقة للبيئة بترشيدها للموارد المائية الجوفية كما تحافظ على التربة من التملح الناتج عن طرق الري الأخرى ولا يخلو هذا الأسلوب الزراعي من بعض التحديات كخسارة البعض في حال عدم نزول الأمطار بشكل كاف لري المزروعات مما يتسبب في عدم نموها وأحيانا موتها.
وأوضح مدير مكتب البيئة والمياه والزراعة بمحافظة الشماسية عبدالله الربدي أن زراعة البعول تشتهر فيها محافظة الشماسية منذ القدم وتعد نشاطا سكانيا توارثه الأبناء عن الآباء والأجداد، مبيناً أن عدد المزارعين تجاوز 127 مزارعا مؤكدا أن المرأة السعودية سجلت حضورا في هذا النشاط حيث تقدم بطلبات زراعة بعول حوالي سبع نساء فيما تجاوزت إنتاج المزارعين 2122 طنا سنويا وترتفع وتقل هذه الكمية حسب كمية الأمطار وغيرها من الظروف، مشيرا أن البعول تنتج حلبة وذرة.
فيما أوضح مدير عام فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة القصيم م. سلمان الصوينع أن الزراعة البعلية تمثل موروثا زراعيا سعوديا وهي واحدة من أقدم وأهم تقنيات الزراعة التي عرفها مزارعو وطننا الغالي وعملت فيها الأسر وأبنائها فهي استغلال للموارد الطبيعية. وقال: إن الزراعة البعلية تؤكد براعة المزارعين وقدرتهم على التكيف مع الظروف البيئية المحيطة حيث تمكنهم من تحقيق إنتاج زراعي مستدام مع حفظ الموارد كما تؤكد التزامنا واستدامتها في فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة القصيم في استغلال الموارد الطبيعية وتطوير الأساليب الزراعية التي تتماشى مع التحديات البيئة والتنموية، مبيناً أن مزارع البعول بالشماسية أحد مواقع مزارع البعول بمنطقة القصيم.