تمكن مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالقصيم، من إجراء عملية معقدة وناجحة لاستئصال ورم بالغدة النخامية، منهياً معاناة مراجع في العقد السادس من العمر، مع مجموعة كبيرة من الأعراض الحادة نتيجة ضغط الورم على الدماغ وخاصة العصب البصري من الجهتين، ذكر ذلك الدكتور بهاء الدين استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري رئيس الفريق الطبي المعالج، الحاصل على الزمالة الأمريكية في جراحات الدماغ والأعصاب.
والذي أضاف أن المراجع كان يعاني أعراضاً متعددة، أبرزها تغير واضطراب في مستويات الوعي والإدراك، وضُعف وتشوش بالنظر، فضلاً عن إصابته بالصداع المستمر والغثيان، ثم تطورت الأعراض لاحقاً إلى فقدان الوعي.
وأوضح الدكتور بهاء بناءً على حالة المريض السابق ذكرها، تم تكوين فريق طبي من عدة تخصصات أبرزها جراحة المخ والأعصاب والأنف والأذن والحنجرة والعيون والعناية المركزة، إذ أُخْضِع لمجموعة من الفحوصات الطبية الدقيقة عن طريق أشعة الرنين المغناطيسي بالصبغة والتصوير المقطعي، وتحليل وظائف الدم والهرمونات والكلى والأملاح، وقد كشفت نتائج الفحوصات عن نمو ورم كبير بالغدة النخامية ضاغطاً على العصب البصري، فضلاً عن وجود نقص حاد في صوديوم الدم وهبوط شديد في هرمونات الغدة النخامية، مؤكداً أن هذا الورم سبب الأعراض التي لحقت بالمريض طوال الأشهر الماضية.
واستطرد الدكتور بهاء قائلاً إن الفريق الطبي عقب انتهائه من دراسة كافة نتائج الفحوصات، وضع خطة علاجية متكاملة تقتضي بأهمية التدخل الجراحي، مفيداً بأنه تم إجراء عملية استغرقت 3 ساعات متواصلة تحت التخدير الكلي، وتم فيها استخدام تقنيات المنظار المتقدمة (4 Hand Technique)، لاستئصال الورم وتحرير الغدة النخامية والعصب البصري من الجهتين، ومن ثم إعادة بناء قاع الجمجمة.
واختتم الدكتور بهاء حديثه قائلاً إن جهود الفريق الطبي تكللت بالنجاح ولله الحمد، حيث نقل المراجع إلى العناية المركزة بحالة صحية مستقرة مع وضعه تحت المراقبة الحثيثة على مدار الساعة، وفي اليوم التالي، نُقِل إلى جناح التنويم، حيث تلقى رعاية طبية فائقة على مدار 4 أيام خرج بعدها إلى منزله وهو بصحة جيدة ، إذ راجع العيادة بعد 12 يوماً من العملية، وقد انتهت لديه مشكلة فقدان الوعي، والصداع، مع تحسن واضح في نسب أملاح الدم ومستويات الرؤية.