بحضور جماهيري لافت، ومنافسة مليئة بالتحدي اختتم مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل فعالياته، بعد أن عزّز مكانته كأكبر حدث عالمي يُعنى بهذا التراث الأصيل.

وأقيم المهرجان هذا العام بنسخته التاسعة، تحت شعار "عز لأهلها" في الصياهد، وشهد منذ انطلاقته إقبالًا واسعًا من الأسر، حيث استمتع الأطفال مع عائلاتهم بمختلف الأنشطة والفعاليات، حيث استمتعوا بركوب الإبل، إلى جانب التعرف على تاريخ أجدادهم، الذين أسهموا في بناء ثقافة هذه الأرض الطيبة.

ووسط أجواء مفعمة بالحماس والترقب شهد المهرجان عدة فعاليات مثيرة منها "منقية الجزيرة" التي انتزع لقبها رجل الأعمال إبراهيم بن عبدالله المهيدب بمنقيته "شامخات الشقح" في ليلة النهائي التاريخية، ضمن مسابقة فريدة جمعت بين عراقة التراث وأحدث التقنيات الرقمية.

ولم يقتصر الفوز على اللقب؛ فجاء مصحوبًا بجوائز استثنائية، هي الأضخم في تاريخ المنافسات؛ إذ حصل "المهيدب" على "الشداد" الذي عاد بعد حجبه بالنسخة الماضية من المهرجان، إضافة إلى الجائزة المتمثلة في "طائرة خاصة".

وحقق المشارك سعد نوار الرشيدي المركز الأول بمسابقة "الطبع"، متصدراً مرحلتيها الأولى والثانية برصيد بلغ 1041 نقطة، بعد أدائه المميز في المسابقة التي شكلت واحدة من أبرز المنافسات بالمهرجان، كونها تُبرز مهارات الإبل وصفاتها الأصيلة، حيث يتم تقييم المشاركين بناءً على معايير محددة تعكس قوة الطبع والتناسق في الأداء.

وتعتمد مسابقة الطبع على التناغم اللفظي والحركي بين الراعي وإبله يحدث نتيجة "إثارة واستجابة"، حيث يقوم راعي الإبل بإثارتها بأهازيج صوتية نداء -دواه- فتستجيب الإبل طوعاً لهذا النداء، وتنساق خلف راعيها في أضيق الطرقات وأصعب الظروف؛ الأمر الذي يظهر مدى محبة الإبل لراعيها ومرافقته له وبقاءه بجانبه.

وشهد المهرجان مشاركات أجنبية وعربية وخليجية، إلى جانب المسابقات المتنوعة، إضافةً إلى فعاليات أقيمت على الهامش ومنها "حنا لها"، وشملت شعر المحاورة والسامري والفلكلور الشامي، وحظي المهرجان برصد عدد من ملاك الإبل جوائز سيارات، منها تخصيص المشارك حامد بن سمار 10 سيارات لجمهور "منقيته".

ووفر مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل كل الدعم والتسهيلات، من خلال الرعاية البيطرية والجوائز المشجعة من "نادي الإبل" الذي وضع لها تنظيمات ومسابقات متنوعة شجعت محبي هذا التراث على الاهتمام بتراث آبائهم وأجدادهم والحفاظ عليه في ظل دعم القيادة الحكيمة لهم.

وتم توفير أكثر من 600 مقعد مغطى بالمظلات لحماية الحاضرين من تقلبات الطقس، مع تخصيص مواقف واسعة للسيارات موزعة عند البوابات والمدرجات، لضمان سهولة تنقل الزوار وانسيابية الحركة، وكذلك تركيب أنظمة صوت متطورة عالية الجودة لتغطية كافة أرجاء المدرجات، مما أتاح للحضور سماع إعلانات النتائج والعروض بوضوح تام، كما زُودت ساحات العرض بشاشات إلكترونية ضخمة؛ لتمكين الجماهير من متابعة تفاصيل عروض الفرديات والمنقيات بدقة ووضوح.

وشهدت ميادين العرض والاستقبال ومقار اللجان التنظيمية جاهزية عالية لإدارة المسابقات والفعاليات التي استقطبت اهتمام شريحة واسعة من عشاق الإبل وملاكها، كذلك خصص "نادي الإبل" منطقة لبيع الإبل، ضمن فعاليات المهرجان بالصياهد الجنوبية للدهناء، وأصبح مقصدًا للمهتمين والمربين في المملكة ودول الخليج العربي، حيث اصطفت على مساحة خمس كيلومترات خيام وحظائر عارضي الإبل للبيع على جانبي ساحة عرض السوق، وبلغت مساحة الساحة بين جهتي العرض حوالي 500 مترٍ تتقابل على جانبيها الحظائر بشكل منظم، وعرض فيها أصحاب الإبل المراد بيعها.

وأعرب عدد من المشاركين بالمهرجان عن سعادتهم به، مؤكدين أنه بات من أكثر الأسواق الجاذبة نظراً لحجم ما يعرض فيه وكثرة مرتادي السوق من أهل الإبل ومحبيها في الوطن العربي، وأن الأسعار في متناول الجميع سواءً أهل المزاين أو مربي الإبل وفي مختلف الفئات والأعمار والألوان.

ويمثل المهرجان مدعاة للفخر والاعتزاز وانعكاساً طبيعياً لما توليه القيادة الحكيمة من تحقيق للطموحات وجذب الاستثمار العالمي والإقليمي والوطني، حيث تنوعت بالمهرجان عوامل الجذب من حيث تسهيل الخدمات وإقامة الفعاليات الثقافية والأدبية والاجتماعية والرياضية، ودعم المهن والصناعات والمنتجات المحلية والحرفية، وتهيئة فرص العمل المساعدة، وتشجيع المواهب والابتكارات الواعدة مما يسهم في دعم الناتج المحلي وتنمية المهارات والقدرات المنافسة، وتشجيع الصناعة والتجارة المحلية.

تفاعل الزوّار الأجانب