تؤكد المختصة النفسية د. روان الحربي أن الصدمة تعد استجابة عاطفية ناتجة عن تعرض الطفل لحدث مؤلم. وتشير إلى أن الأطفال، مثل البالغين، قد يواجهون صدمات نفسية تؤثر على صحتهم العقلية والجسدية إذا لم يتم التعامل معها بالشكل الصحيح.
علامات الصدمة عند الأطفال
توضح الحربي أن الأطفال الذين يعانون من الصدمة يظهرون عادة ردود فعل عاطفية قوية، مثل القلق أو الغضب المفرط أو الحزن دون سبب واضح. قد ترافقهم أيضاً مشاكل في النوم، كالكوابيس أو الأرق. وتشير إلى أن التغيرات السلوكية شائعة لدى الأطفال المصابين، حيث يصبحون أكثر انعزالاً أو عدوانية، مع تراجع في التفاعل الاجتماعي أو الاهتمام بالأنشطة الممتعة. كما تضيف أن الصدمات قد تتسبب بأعراض جسدية، مثل الصداع أو آلام المعدة، نتيجة الضغط العاطفي. وقد يُلاحظ ميل الأطفال للتفكير المستمر في التجربة المؤلمة أو الحديث عنها.
أسباب الصدمات
تشمل الأسباب الشائعة للصدمات لدى الأطفال: العنف الجسدي أو العاطفي، فقدان أحد الوالدين، التعرض لحادث أو كارثة طبيعية، التنمر، أو حتى الأزمات العائلية مثل الطلاق.
طرق العلاج والدعم
تشدد د. روان على أهمية الحديث مع الطفل بصراحة واستماع الأهل إليه دون إصدار أحكام، مشيرة إلى أن البيئة المنزلية الآمنة والنظام المستقر يساعدان الطفل على الشعور بالراحة. كما تنصح الأهل بتعليم الأطفال تقنيات التعامل مع القلق، مثل التنفس العميق، وتشجيعهم على ممارسة الأنشطة التي يحبونها.
وتؤكد المختصة ضرورة طلب المساعدة من متخصصي الصحة النفسية في الحالات الشديدة، إذ يمكنهم تقديم تقنيات علاجية فعالة لدعم الطفل. وأخيراً، تنبه د. روان إلى أهمية تجنب تعريض الطفل لمسببات الحادث المؤلم، مثل مشاهدة الأخبار المتعلقة بالحدث، مع توفير الدعم العاطفي والاحتواء لضمان تعافي الطفل.