يشهد مسجد نمرة، أحد معالم التاريخية والحضارية، في مشعر عرفات شرق مكة المكرمة هذه الأيام والساحات الجنوبية والغربية له إقبالاً مهولاً، يعتبر وفق مراقبين ثاني فترة زحام بعد موسم الحج، وهي مواسم "العمرة الباردة" حيث دخول الأجواء الشتوية التي ساهمت بجلاء في تدفق المعتمرين من عدد كبير من دول العالم.
ورصدت "الرياض" في جولتها الصباحة، حزمة مشاهدات تستحق أن توثق، تمثلت في أداء الزوار للمعتمرين للصلاة، بين قلوب وجلة وأجساد ترفع أكف الداء بتضرع، ووقوف أرتال كبيرة من حافلات نقل المعتمرين، التي حولت الموقع لوجهة سياحية حقيقية، على فترتين في الصباح من السادسة والنصف صباحاً إلى الحادية عشرة قبل الظهر ومن الرابعة مساءً إلى السابعة ليلاً.
وبين أفراح أداء العمرة وبين مشاعر إيمانية تفيض بالروحانية يستحضر المعتمرون ملامح وأجواء رحلة مناسك الحج، حيث بدت ملامح البهجة مرتسمة على وجوههم، تقول سلمى روهان "معتمرة بنغالية" كأني في حلم بدأ يتحقق أثناء إطلالة مسجد نمرة في عرفات الذي أطلعه منذ سنوات طويلة خلف الشاشات في موسم الحج لعدم قدرتي الصحية والمالية وها أنا اليوم أقف بجواره، وهذه ولله الحمد من ثمار أداء العمرة في هذا البلد الطيب الذي يعتبر وجهة المسلمين في كل بقاع الدنيا".
واجهة مسجد نمرة تحولت لمنصة لبث مباشر وتصوير شخصي بعدسات جولات المعتمرين لتخليد الزيارة، فيما تناثرت صور بر الوالدين ووفاء الأزواج لزوجاتهم من خلال قيام أبناء وازواج بدفع امهاتهم وزوجاتهم بالكراسي المتحركة لاستثمار الزيارة وعيش الأجواء الروحانية.
ويطلق على المسجد عدة أسماء منها مسجد عرفة ومسجد النبي إبراهيم ومسجد عرفات لكن الاسم الأشهر الذي عرف به هو مسجد نمرة، وتعتبر التوسعة السعودية هي التوسعة الأضخم في تاريخ المسجد التاريخي الذي يزيد عمره على 1437 عاماً، وتبلغ مساحته 110 آلاف متر مربع.