في السنوات الأخيرة، اجتاحت تقنية حقن الوريد عالم الصحة والجمال، وأصبحت رائجة بين المشاهير في العالمين العربي والغربي، الذين لا يترددون في مشاركتها كجزء من روتينهم للحفاظ على الصحة والنشاط. أحد أبرز هذه الحقن هو مركب NAD+ (نيكوتيناميد أدينين دينوكليوتيد)، الذي يروج له كحل معجزة لتعزيز الطاقة، تحسين الأداء الذهني، ومكافحة الشيخوخة. ورغم هذه الهالة الإيجابية، تثير هذه التقنية تساؤلات عميقة حول مدى أمانها وضرورتها الطبية. تقنية حقن الوريد تعتمد على إدخال مزيج من الفيتامينات، المعادن، أو المركبات النشطة مباشرة إلى الدم، متجاوزة الجهاز الهضمي. هذا الأسلوب يُسوّق له كطريقة أسرع وأكثر فعالية في إيصال العناصر الغذائية إلى الخلايا، خاصة للأشخاص الذين يعانون من نقص حاد أو يبحثون عن نتائج فورية. NAD+ هو أبرز هذه المواد، حيث يقال إنه يعزز إنتاج الطاقة في الخلايا، يدعم إصلاح الحمض النووي، ويحسن المزاج والتركيز الذهني. مشاهير مثل الرياضيين والممثلين يعتبرونه سرًا للحفاظ على مستويات عالية من الأداء والطاقة.
صيحة عابرة
لكن هذه الشعبية المتزايدة لا تخلو من الجدل. حيث يحذر العديد من الأطباء من أن هذه الحقن قد تكون غير ضرورية بل وخطيرة في بعض الحالات. الجسم البشري مصمم للحصول على العناصر الغذائية من الطعام، وأي إدخال مباشر عبر الوريد يمكن أن يؤدي إلى اختلالات خطيرة. بعض الحالات سجلت ردود فعل تحسسية حادة، انخفاض في ضغط الدم، ومشكلات في الكلى بسبب التخلص من الكميات الزائدة من العناصر الغذائية. أضف إلى ذلك مخاطر العدوى نتيجة لعدم تعقيم المعدات أو البيئة، مما يزيد من القلق بشأن هذه التقنية.
رغم أن بعض الأشخاص قد يستفيدون من هذه الحقن لأسباب طبية، مثل مرضى سوء الامتصاص أو الأشخاص الذين يعانون من نقص شديد في عناصر معينة، إلا أن الاستخدام العام لها كإجراء “ترفيهي” أو وقائي يظل موضع تساؤل. أطباء التغذية والعلاج الطبيعي يؤكدون أن نمط الحياة الصحي، الذي يشمل التغذية المتوازنة والنشاط البدني المنتظم، يمكن أن يحقق النتائج نفسها دون الحاجة إلى هذه الإجراءات المكلفة والمثيرة للجدل. وراء الترويج المكثف لهذه التقنية تكمن صناعة ضخمة تهدف إلى استقطاب الأفراد الباحثين عن حلول سريعة. مع ذلك، يظل السؤال قائمًا: هل نحن بحاجة فعلية لهذه التقنيات، أم أنها مجرد صيحة عابرة تهدف إلى تسويق منتج جديد؟ حتى يتمكن العلم من الإجابة بدقة، يجب التعامل مع هذه التقنية بحذر وتحت إشراف طبي دقيق، خاصة الصحة ليست مجالًا للتجارب.