أسست 300 حملة توعوية لرفع الوعي المجتمعي في الصحة والتعليم
المرأة قادرة على مواجهة التحديات وتحقيق إنجازات استثنائية
تُعد الدكتورة إخلاص عبدالعزيز سندي واحدة من أبرز الأكاديميات السعوديات اللواتي قدمن إسهامات ملموسة في مجالي التعليم العالي والعمل التطوعي. فهي أستاذة مشاركة في جامعة الملك عبدالعزيز ووكيلة شؤون الطلاب بكلية البترجي الطبية، وقد استطاعت أن تكون مثالًا يُحتذى به للمرأة الطموحة التي تجمع بين التفوق الأكاديمي والالتزام بخدمة المجتمع. بدأت مسيرة الدكتورة إخلاص بتشجيع كبير من أسرتها، التي كانت الداعم الأول لها في مراحلها التعليمية الأولى، مما مكنها من تحقيق التفوق الدراسي ودخول عالم التعليم العالي. على مدار سنوات عملها، برزت كأحد أعمدة التعليم الجامعي من خلال دورها في تأهيل طلاب وطالبات الطب وإعدادهم ليكونوا قادة في مجالاتهم. لم تقتصر إنجازات الدكتورة إخلاص على الجانب الأكاديمي فقط، بل امتدت إلى مجال العمل التطوعي، حيث أسست وأشرفت على إطلاق أكثر من 300 حملة توعوية استهدفت مختلف فئات المجتمع. هذه الحملات ركزت على قضايا حيوية مثل التوعية الصحية، ودعم الفئات المحتاجة، وتعزيز الوعي بأهمية التعليم والصحة العامة. إلى جانب دورها التعليمي والتطوعي، تمثل الدكتورة إخلاص رمزًا للمرأة السعودية التي تؤمن بقدرتها على المساهمة الفاعلة في تطوير مجتمعها. من خلال الجمع بين التعليم والعمل المجتمعي، استطاعت أن تترك بصمة واضحة وتثبت أن المرأة قادرة على مواجهة التحديات وتحقيق إنجازات استثنائية.
رحلة الدعم والبدايات
في بداية مشوارها، وجدت إخلاص دعمًا كبيرًا من عائلتها، الذين كانوا بمثابة أعمدة راسخة ساعدتها على مواجهة التحديات وتحقيق طموحاتها. تتحدث بحب واعتزاز عن والدها، رجل الأعمال عبدالعزيز سندي، الذي كان مصدر إلهام دائم لها، وغرس في داخلها قيمة العلم والعمل الجاد. تقول: "والدي كان يؤمن بأن النجاح يأتي من الإصرار والعمل الدؤوب، وهو ما تعلمته منه منذ الصغر". كما لعبت والدتها دورًا محوريًا بدعائها وتشجيعها المستمر، لكنها تشدد على الأثر الكبير الذي تركه زوجها الدكتور عماد صائغ في حياتها. فقد كان رفيق دربها خلال رحلتها التعليمية في أستراليا، حيث درسا معًا وتجاوزا العديد من التحديات. تضيف: "كان دعمه لا يُقدّر بثمن، فقد وقف بجانبي في كل خطوة، من دراسة الماجستير والدكتوراه إلى مواجهة صعوبات الابتعاث."
التحديات كامرأة في مجال العلوم
العمل في مجال علمي تنافسي كان مليئًا بالتحديات، خاصة مع سعيها لتحقيق التوازن بين المسؤوليات المهنية والأسرية. تشير الدكتورة إخلاص إلى أن الفترات التي قضتها خارج المملكة للدراسة والعمل كانت الأكثر صعوبة، لكنها تؤكد أن الإصرار وتنظيم الوقت كانا العاملين الرئيسين في نجاحها. "لم يكن الطريق سهلًا، ولكن بالدعم العائلي والتخطيط الدقيق استطعت تجاوز العقبات وتحقيق التميز."
الإنجازات الأكاديمية
تفتخر الدكتورة إخلاص بحصولها على جوائز مرموقة، منها تكريم من الملحق الثقافي في أستراليا، إضافة إلى حصولها على جائزة جدة للتحكيم من صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن جلوي. تعتبر هذه الجوائز اعترافًا بجهودها العلمية وعملها الدؤوب.
شغف العمل التطوعي
لا يقتصر طموح الدكتورة إخلاص على المجال الأكاديمي، بل يمتد إلى خدمة المجتمع، حيث نظمت وشاركت في أكثر من 300 حملة تطوعية. هذه الحملات شملت المدارس والمستشفيات والأسواق، وكان هدفها رفع الوعي بأهمية الصحة والتعليم، وتقديم الدعم المالي للطلاب المحتاجين. تقول: "العمل التطوعي ليس مجرد خدمة للمجتمع، بل هو رسالة تحمل في طياتها القيم الإنسانية والتضامن الاجتماعي." من بين التجارب المؤثرة التي مرت بها، تذكر تنظيمها لحملة لدعم الأطفال المصابين بالسرطان، حيث قدمت الدعم النفسي لهم ولعائلاتهم. تضيف: "كانت هذه التجربة درسًا كبيرًا لي وللمتطوعين، حيث شاهدنا كيف أن لحظة بسيطة من الفرح يمكن أن تغيّر حياة شخص بالكامل." كما قامت بتنظيم ملتقيات للأطفال ذوي الإعاقة، بهدف دمجهم في المجتمع وتوفير بيئة شاملة لهم. تعتبر هذه المبادرات جزءًا من رسالتها الإنسانية، التي تؤمن بأهمية تقديم الدعم للجميع دون استثناء.
أثر التطوع على حياتها المهنية والشخصية
تؤكد الدكتورة إخلاص أن العمل التطوعي أثر إيجابيًا في رؤيتها الشخصية والمهنية. فهو عزز من قدراتها القيادية ومهاراتها في التواصل والتنظيم. كما ساعدها على فهم احتياجات المجتمع بشكل أعمق، مما انعكس على طريقة عملها كأكاديمية. وتقول "التطوع علّمني أن النجاح ليس فقط في الإنجازات الفردية، بل في الأثر الذي تتركه في حياة الآخرين."
عصر المرأة السعودية الذهبي
ترى الدكتورة إخلاص أن المرأة السعودية تعيش عصرًا ذهبيًا بفضل دعم القيادة الرشيدة والفرص الواسعة المتاحة لها. تعبر عن فخرها برؤية السعوديات يشغلن مناصب قيادية ويحققن إنجازات عالمية، مما يعكس مدى قدرتها على التفوق عندما تُهيأ لها البيئة المناسبة.
مشاريع وطموحات مستقبلية
لا تتوقف طموحات الدكتورة إخلاص عند ما حققته حتى الآن، إذ تسعى لتوسيع نطاق أبحاثها العلمية في مجال الوقاية من الأمراض الجينية، وتطوير برامج تعليمية مبتكرة تُلهم الأجيال الجديدة. بالإضافة إلى ذلك، تطمح لتعزيز الشراكات مع الجامعات الدولية لإثراء البحث العلمي والمساهمة في تطوير حلول مبتكرة للتحديات الصحية.
الشغف والإصرار
توجه الدكتورة إخلاص رسالة ملهمة لكل شابة سعودية تهوى العلوم، قائلة: "تحلّين بالشغف والإصرار، فالعلم ليس مجرد مهنة بل رسالة لخدمة الإنسانية. لا تخافي من التجربة أو الفشل، فكل تحدٍ هو فرصة للتعلم والتطور."
إرث والدها وتأثيره على حياتها
تعتبر إخلاص والدها الراحل، عبدالعزيز سندي، قدوة ومصدر إلهام دائم لها. تعلمت منه قيمة الالتزام والاجتهاد، وتشير إلى أنه كان يشجعها دائمًا على التعلم المستمر واستكشاف آفاق جديدة. "والدي علّمني أن النجاح لا يُقاس فقط بما تحققه، بل بكيفية استخدام هذا النجاح لخدمة الآخرين."
توازن الشغف والمسؤولية
تؤكد الدكتورة إخلاص أن سر نجاحها يكمن في الشغف بما تفعله. "عندما تعمل بشغف، يصبح التوازن بين الحياة المهنية والشخصية أمرًا طبيعيًا. النجاح ليس فقط في الإنجازات، بل في الشعور بالرضا والإلهام في كل خطوة تخطوها."