قدّمت دراسة دكتوراة لعبير بنت مطلق بن صنهات العتيبي في الإدارة التربوية والتخطيط من كلية التربية بجامعة أم القرى بمكة المكرمة، إسهامًا علميًّا يتعلق بتأثير أبعاد الحوكمة على الهياكل التنظيمية بالجامعات السعودية، وبالأخص فهي تدعم الفرضية القائلة بالتأثير الإيجابي لتطبيق الشفافية والمسائلة في تطوير الهياكل التنظيمية بالجامعات السعودية.
ومن الناحية التطبيقية يبرز هذا البحث أهمية الحوكمة في تطوير الهياكل التنظيمية بالجامعات السعودية مما يحفّز الجامعات بالمملكة لتدعيم جوانب الشفافية والمسائلة والمشاركة في هياكلها التنظيمية لتصبح أكثر مرونة وبساطة ولا مركزية، وتنسجم مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030.
وهدفت الدراسة إلى تحديد درجة تطبيق أبعاد الهياكل التنظيمية والمتمثلة في الرسمية، المركزية، التعقيد، وتحديد درجة تطبيق أبعاد الحوكمة والمتمثلة في الشفافية، المساءلة، المشاركة في الجامعات السعودية من وجهة نظر القيادات الأكاديمية فيها، كما هدفت الدراسة إلى التوصل إلى أبرز المعوقات لتطوير الهياكل التنظيمية بالجامعات السعودية في ضوء أبعاد الحوكمة، والتعرَّف على إسهام تطبيق أبعاد الحوكمة في تطوير أبعاد الهياكل التنظيمية بالجامعات السعودية، كما هدفت الدراسة إلى تقديم استراتيجية مقترحة لتطوير الهياكل التنظيمية بالجامعات السعودية في ضوء أبعاد الحوكمة لتصبح أكثر مرونة وبساطة ولا مركزية.
واستخدمت الدراسة المنهج االوصفي الارتباطي التنبؤي، وبلغ حجم العيّنة (286) قائدًا من القادة الأكاديميين في الجامعات السعودية مثلّت ما نسبته (23,81) من مجتمع الدراسة.
وتوصّلت الدراسة إلى أن تقدير أفراد الدراسة من القيادات الأكاديمية لدرجة تطبيق أبعاد الهياكل التنظيمية في الجامعات السعودية بشكل عام جاء بدرجة مرتفعة، وظهرت جميع أبعاده بدرجة مرتفعة، وجاءت على الترتيب الرسمية، التعقيد، المركزية، كما أظهرت النتائج أن تقدير أفراد الدراسة من القيادات الأكاديمية لدرجة تطبيق أبعاد الحوكمة في الجامعات السعودية بشكل عام جاء بدرجة متوسطة، وظهرت جميع الأبعاد بدرجة متوسطة، وجاءت على الترتيب المساءلة، الشفافية، المشاركة، كما أظهرت النتائج أن تطبيق الشفافية يؤثر إيجابيًا في تطوير بُعد الرسمية في الجامعات السعودية، في حين أن تطبيق الشفافية يؤثر سلبيًا في تطوير كل من بُعد المركزية وبُعد التعقيد في الجامعات، وأن تطبيق المساءلة يؤثر إيجابيًا في تطوير أبعاد الهياكل التنظيمية الثلاثة بالجامعات، وأمّا تطبيق المشاركة فهو يؤثر سلبيًا في تطوير أبعاد الهياكل التنظيمية الثلاثة بالجامعات، وهذا يعني أن تطبيق المشاركة يُسهم في تراجع تطبيق بُعد الرسمية وبُعد المركزية وبُعد التعقيد بالجامعات السعودية.
يُذكر أنه تكوّنت لجنة مناقشة دراسة الدكتوراة لعبير بنت مطلق العتيبي من: أ.د.عبد الله أحمد سالم الزهراني -مشرفًا ومقررًا-، وأ.د صالح علي يعن الله القرني -مناقشًا خارجيًا من جامعة الملك عبدالعزيز-، وأ.د.منال عبد الرحمن محمد سفر -مناقشاً داخليًا-، ود.منال أحمد عبد الرحمن الغامدي -مناقشاً داخليًا-، ود.نسرين علي عبد الله الزهراني -مناقشاً داخليًا-.