نجح مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالريان، عبر فريق متخصص بالجراحات التجميلية، في إجراء عملية دقيقة لزراعة جزء من إصبع مبتور لطفلة لم يتخطَ عمرها الــ 5 سنوات، وذلك بطريقة طبية مبتكرة للحفاظ على الجزء المبتور. ذكر ذلك الدكتور عمران القديم استشاري الجراحة التجميلية، رئيس الفريق الطبي المعالج.
والذي قال إن الطفلة تعرضت لحادث إغلاق باب المنزل على إصبعها بقوة، الأمر الذي تسبب بحدوث بتر لعقلة الإصبع مع الأظفر وجزء من العظم، وحدوث تهتك في الأوعية الدموية والشرايين والأعصاب، وقام أهل الطفلة بنقلها مباشرة إلى قسم الطوارىء بالمستشفى، حيث تم إخضاعها على الفور للإسعافات الأولية وإعطائها الأدوية المسكنة للألم، وحفظ الجزء المبتور من الإصبع داخل وعاء خاص يحتوي على الشاش والثلج، وذلك للحفاظ على الخلايا والأوعية الدموية.
مشيراً إلى أنه بعد إجراء الأشعة السينية والتحاليل الطبية اللازمة، أخضعت الطفلة لعملية دقيقة استغرقت ساعة، وتم فيها تطبيق تكنيك جراحي مبتكر، عن طريق استخدام الجزء المبتور كطعم لتفادي فقد العقلة، ومن ثم توصيل وإصلاح الأظفر وباقي الإصبع، مع وضع جبيرة.
وقال الدكتور عمران إن عمليات إعادة الأصابع والعقل المبتورة باليد عند الأطفال، تعد من الحالات المعقدة جداً، وفي غالب الأحيان عند تهشم أنسجة الأصابع يتم البتر، إذ يتعذر حينها إجراء عملية الترميم والإصلاح لزراعة تلك الأطراف، كما أن حجم الشرايين والأعصاب والأوعية الدموية بالأصابع تكون صغيرة جداً، وتصل لأقل من «مليمتر»، والأمر كذلك يحتاج إلى غرف عمليات ومستشفى ذات إمكانات عالية.
وفي الختام قال استشاري الجراحة التجميلية إن جهود الفريق الطبي تكللت بالنجاح ولله الحمد، حيث نومت الطفلة لمدة يوم واحد، خرجت بعدها إلى منزلها، مؤكداً أنه عند مراجعة الطفلة بالعيادة بعد أسبوعين، تبين تماثلها بالشفاء التام، وعودة الإصبع والعقلة التي تم زراعتها للعمل دون فقد للشكل أو الوظيفة.