تتميز ملابس النساء في مكة مكة المكرمة خلال الأعراس بتنوعها وجمالها، حيث تعكس التراث الحجازي الأصيل، كما ترتدي العروس ثوباً مزخرفاً بألوان زاهية، يُزين بتطريزات يدوية دقيقة تعكس مهارة الحرفيين المحليين، ومن جهة أخرى فأقارب وصديقات العروس قد يضفرن شعورهن ثماني ضفائر، تتدلى من كل ضفيرة قطع المحموديات. أما الرأس فليس مغطى بالمحرمة المعتادة، أو بالمحرمة العليا التي تسمى (المدورة)، ولكن بغطاء رقيق يسمى (الياشمك، يلف حول الرأس كالعمامة، وهذه تكون في العادة مطرزة بخيوط ذهبية. وبالإضافة إلى غطاء الرأس هناك الصديري والسروال المصنوع من الرزة)، وهو نوع من الحرير السميك مطرز بخيوط ذهبية كما يحوي بعض الصفائح الذهبية المدورة). وفوق هذا تلبس النسوة في العادة ما يعرف بثوب البنغالا، وهو من الحرير الرقيق الشفاف درابزون أو بمبازار الموشى بالذهب، وهذا الثوب في العادة لشدة شفافيته، يظهر ما تحته من الثياب والنساء اللواتي لسن قريبات للعروس لا يلبسن (البنغالا)، ولكنهن يلبسن لباساً أقل قيمة من البنغالا يدعى (السيف المسلول)، وهو من الحرير المحلى بالذهب على أطرافه السفلى وعلى ساعديه. أما النساء اللواتي لا تربطهن أي صلة بالعروس وهن بعيدات عنها، فيلبسن ثوباً خفيفاً له أزارير فضية، وبالإضافة إلى اللباس هناك الخلاخيل الجميلة، وهي من النوع الواسع المزين بالجواهر، والذي يسمى (مطرقة الماس). وهناك أيضاً مجموعة كبيرة من الحلي التي تعلق في الرقبة، وإن ما يوضع في الرقبة يطلق عليه أسماء مختلفة مثل: (موريه، لبه عقد لؤلؤ)، وهناك ما يطلق عليه في العادة اسم عنبر شاه، وهو عبارة عن قطعة حديدية أو ذهبية على شكل قلب وتعلق على الصدر بخيط حريري عرضه حوالي ثلاثة سنتيمترات، وهذا القلب مرصع بالجواهر وحبات اللؤلؤ المثبتة بالذهب، وفي وسط القلب هناك زهرة محاطة بخمس أوراق مصنوعة من الجواهر ومثبتة بالذهب أيضاً، أما أطراف القلب فمطرزة بحبات اللؤلؤ.

يعكس لباس النساء في الأعراس بمكة المكرمة الفخامة والثراء الثقافي الذي تتمتع به هذه المنطقة العريقة، وتتنوع الأزياء والمجوهرات بما يتماشى مع التقاليد الحجازية الأصيلة مما يجعل الزفاف في مكة ليس مجرد احتفال، بل تجسيدًا لتراث عريق يمر عبر الأجيال.

المصدر: صفحات من تاريخ مكة المكرمة للمؤلف سنوك هور خرونيه