يعد تحفيظ القرآن الكريم جزءًا أساسيًا من الهوية الإسلامية، حيث تسعى المجتمعات المسلمة إلى غرس تعاليمه في الأجيال الناشئة عبر أساليب متنوعة تتأثر بالعادات والتقاليد والتطور التكنولوجي. وقد تنوعت طرق التحفيظ عبر العصور، بدءًا من الحلقات التقليدية في المساجد وصولًا إلى التقنيات الحديثة التي تسهل عملية التعلم عن بُعد.

هذا التنوع يعكس قدرة المجتمعات الإسلامية على التكيف مع المتغيرات مع الحفاظ على قدسية النص القرآني.

التحفيظ عبر المدارس النظامية

في دول مثل السعودية ومصر وماليزيا أُدرج تحفيظ القرآن ضمن المناهج الدراسية الرسمية، حيث تُخصص حصص يومية لتلاوة القرآن وفهمه.

وتنشئ بعض الحكومات مدارس متخصصة مثل مدارس تحفيظ القرآن في المملكة العربية السعودية التي تدمج بين الحفظ والدراسة الأكاديمية مما يضمن تخرج طلاب لديهم معرفة دينية وعلمية متوازنة.

كما تتبع بعض المدارس أساليب مبتكرة مثل تقسيم الطلاب إلى مجموعات صغيرة بإشراف معلمين متخصصين لمتابعة تقدمهم بشكل فردي.

الحلقات القرآنية في المساجد والمراكز الإسلامية

تلعب المساجد والمراكز الإسلامية في العديد من الدول دورًا رئيسًا في تحفيظ القرآن الكريم حيث تُنظم حلقات يومية أو أسبوعية للأطفال والكبار بإشراف معلمين متخصصين في التلاوة والتجويد. وتعد هذه الحلقات وسيلة فعالة لغرس حب القرآن في نفوس الطلاب خاصة مع الأساليب التفاعلية التي تعتمد على التكرار والتحفيز. مما يساعد الأطفال على الحفاظ على ارتباطهم بثقافتهم وهويتهم الدينية.

التعليم الإلكتروني والتحفيظ عن بُعد

مع التطور التكنولوجي برزت المنصات الرقمية كوسيلة جديدة لنشر تعليم القرآن، حيث تتيح للطلاب من مختلف أنحاء العالم تلقي دروس مباشرة ومسجلة في التلاوة والتجويد.

كما تعتمد بعض التطبيقات الذكية على الذكاء الاصطناعي لمتابعة أداء الطلاب وتوجيههم مثل التطبيقات التي تصحح التلاوة تلقائيًا أو تقدم خططًا مخصصة للحفظ.

المصدر :

https://elmadrasah.com/ar-sa/blogs/news/teaching-the-quran-to-children-in-saudi-arabia