تحديات الغربة والتمسك بالدين

يحتفل المسلمون في جميع أنحاء العالم بعيد الفطر وعيد الأضحى الذي يأتي مع موسم الحج، وهما من أهم الشعائر الدينية في الإسلام، وبينما تحظى هذه الأعياد باعتراف واسع واحتفالات رسمية في الدول الإسلامية، فإن الوضع يختلف تماما في الدول غير الإسلامية، حيث يواجه المسلمون تحديات في الاحتفال بهما، ولكنهم أيضا يحاولون نشر الفرح وظهور روح العيد في مجتمعاتهم، مع السعي إلى الحفاظ على هويتهم الدينية والثقافية خاصة بالنسبة للأجيال الجديدة التي قد تنشأ في بيئات بعيدة عن الطابع الإسلامي التقليدي.

في أغلب الدول غير الإسلامية، لا توجد عطلة رسمية في أيام عيد الفطر أو عيد الأضحى، ما يجعل من الصعب على بعض المسلمين أخذ إجازة للاحتفال بالعيد، ومع ذلك، يقوم المسلمون بتنظيم صلاة العيد في المساجد الكبرى، أو في ساحات مفتوحة، حيث يجتمع المصلون في جو روحاني يعيد إليهم إحساس العيد كما في الدول الإسلامية، بعد أداء الصلاة، يتجه المسلمون إلى منازلهم أو منازل الأصدقاء والأقارب للاحتفال، كما تعد الزيارات العائلية وتبادل التهاني والعيديات من العادات التي يحافظ عليها المسلمون حتى في الغربة، وبسبب بعد المسافات، يلجأ البعض إلى وسائل الاتصال الحديثة مثل المكالمات الهاتفية والفيديو لمشاركة لحظات العيد مع أقاربهم في أوطانهم الأصلية.

ومن التحديات التي يواجهها المسلمون في الاحتفال بالعيد عدم الاعتراف الرسمي بالأعياد، مما يضطر الكثير من المسلمين إلى العمل أو الدراسة في يوم العيد، أيضا صعوبة أداء الشعائر الدينية خاصة في عيد الأضحى بسبب الأضحية لأن القوانين في بعض الدول غير الإسلامية تفرض قيودا على الذبح وفق الشريعة الإسلامية، مما يدفع المسلمين إلى اللجوء إلى المسالخ المعتمدة أو التبرع بالأضاحي من خلال الجمعيات الخيرية، بالإضافة إلى الوحدة وشعور الغربة التي يشهدها المجتمع المسلم في الدول غير الإسلامية.

على الرغم من التحديات التي يواجهها المسلمون في الدول غير الإسلامية عند الاحتفال بعيد الفطر وعيد الأضحى، إلا أنهم يحرصون على الحفاظ على تقاليدهم وإيجاد طرق مبتكرة للاحتفال بهذه الشعائر الدينية، ومع استمرار جهود المسلمين في نشر الوعي حول العيد وأهميته، يمكن أن يصبح الاحتفال به أكثر سهولة وراحة في المستقبل، مما يعزز الشعور بالانتماء للمسلمين في جميع أنحاء العالم

المصدر https://www.alhurra.com/galle