يقول الله: «إن اللّه لَا يستحيِۦ أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فأما الذين ءامنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد اللّه بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به إلا الفسقين» [البقرة: 26].
قد لا نشعر بعظمة خلق الله في كل المخلوقات، خصوصًا لو كانت مخلوقات صغيرة الحجم، ومعتادون عليها، مثل هذه الحشرة البسيطة في وجودها، والعظيمة في خلقها، فهي ليست بحشرة حديثة، بل هي موجودة في هذا الكون منذ أكثر من 350 مليون سنة.
وتعد البعوضة من فصيلة ذات الجناحين، وهي قادرة على نقل أخطر الأمراض بالعالم التي تسبب الوفاة إلى جسم الإنسان، ويذكر أن من أخطر هذه الأمراض نقلًا عن البعوضة هو الملاريا.
ويتكون أجزاء جسم البعوضة بتراكيب معقدة، فرأس البعوضة يحتوي على مئة عين على هيئة خلية النحل، وأما عن فمها فهو يحوي ثمانية وأربعين سنًا، وفي صدرها ثلاثة قلوب، الأول القلب المركزي الأساسي، والثاني والثالث قلب لكل جناح، وكل قلب فيه أذنين وبطنين ودسّامين.
والعجيب أن البعوضة تمتلك قدرة على امتصاص دم الإنسان، دون أن يشعر بهذه العملية، فهي لديها ست إبر صغيرة جدًا، وقادرة على اختراق الجلد لتجد الأوعية الدموية وتمتص منها غذاءها، وواحد من هذه الإبر تفرز مادة أو بروتين لكيلا يتجلط الدم، وعندما تفرز هذا البروتين قد يصاحب هذه العملية نقل الأمراض، كما وأن في بطنها خلايا عصبية تعمل على تنظيم هذه العملية -امتصاص الدم- فبدون هذه خلايا ستستمر بسحب الدم حتى تنفجر، فهي وبطريقة محكمة تعرف متى يلزم عليها التوقف من سحب الدم، كما وأنها لا تسحب كميات كبيرة من الدم، فهي فقط تمتص بقدر 5 مايكرولتر، أي ما يعادل جزءًا من خمسة ملايين من اللتر، ولكنها مع ذلك قادرة على نقل الأمراض من خلال غددها وإفرازاتها.
كما وأن وامتصاص الدم هو مطلب للبعوض الإناث؛ لتكوين البيض، أما ذكر، فهو يمتص رحيق الأزهار فهو ليس مضرًا.
المصادر:
-كتاب موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن
والسنة، [محمد راتب النابلسي]، -
برنامج فسيروا، فهد الكندري.