عربات الغولف الإسعافية المتنقلة، تجوب الممرات محملة بحالات صحية، ورجال الهلال الأحمر السعودي، يباشرون نقل حالات من داخل الحرم المكي، وحراك واضح على بوابات المراكز الصحية ومستشفى الحرم للطوارئ، هذه ملامح المشهد الصحي والإسعافي في المسجد الحرام والساحات المحيطة به في هذه الأيام من أيام الشهر الفضيل، حيث ينثر أبناء الوطن من منسوبي وزارة الصحة، وهيئة الهلال الأحمر السعودي، صوراً رائعة للمعاني الحقيقة للإنسانية في بلاد الرحمة والإنسانية.
جولة "الرياض" على طول الساحات الشمالية والغربية في المسجد الحرام، كشفت بجلاء أن تأهب كبير تعيشه الفرق الصحية والإسعافية بطواقم شابة مؤهلة ومدربة، عاشت على تجارب مسبقة في مواسم الحج والعمرة.
مئات الحالات التي تم انتشالها، كانت نتاج التدخل السريع لإنقاذ حالات تعرضت للإغماء والنوبات القلبية، والسقوط في مواقع متفرقة في المسجد الحرام، حيث تمكن رجال الإسعافات الأولية من إعادة النبض من جديد لقلوبهم -بتوفيق الله تعالى- ثم لتوفر أجهزة حديثة منها استخدام جهاز الضغطات الصدرية -اللوكس- "LUCAS"، وجهاز الصدمات الكهربائية "AED".
مشاهدات معتمري العالم للتدخل السريع والإنقاذ اليومي لحالات كثيرة كانت قاب قوسين أو أدنى من الموت ليتم انتشالها وإنقاذها، بطواقم تخترق أرتال البشر، تحولت إلى قوة ناعمة ترصدها عدسات جوالات معتمري العالم كقصص وحكايات تتناقلها هناك.
هذه الصور الحقيقية لحقوق الإنسان التي تفخر بها وتطبقها المملكة بلا دعاية، بادرنا بها مجيب الرحمن كمال الدين -معتمر بنغالي- وهو يشاهد الحراك الصحي والإسعافي في أروقة وساحات ومطاف المسجد الحرام، لتقديم الخدمات الإسعافية والصحية، مضيفاً: "هذه صورة مشرفة نعتز بها للتمكن والتطور الصحي السعودي الذي أذهل معتمري العالم".
مستشفى الحرم للطوارئ هو الآخر يظل الأكثر حراكاً من بين المرافق الصحية في الحرم المكي، ويقع بين نفقي "جرول" من الجهة الشمالية من المسجد الحرام أمام باب الملك عبدالله، يقدم خدماته الطبية العاجلة لضيوف الرحمن وقاصدي البيت الحرام على مدار الساعة خلال موسمي رمضان والحج.
وتم تجهيز المستشفى بأحدث التقنيات الطبية لاستقبال حالات الطوارئ والحالات الحرجة، ويحتوي على أقسام العناية المركزة مجهزة بأحدث الأجهزة الطبية، كذلك الطوارئ تضم أسرّة للإنعاش القلبي الرئوي، وقسم الأشعة يحتوي على جهاز الأشعة السينية الرقمي وأجهزة حديثة للفحص بالموجات فوق الصوتية، وقسم المختبر لإجراء جميع الفحوصات المخبرية اللازمة للطوارئ، وتبلغ السعة السريرية للمستشفى 34 سريرًا، منها 14 سريرًا مخصصة للعناية المركزة، إضافةً إلى مراكز طوارئ متمركز في أروقة المسجد الحرام، تعمل على مدار 24 ساعة لتقديم الخدمات الطبية الطارئة لجميع مرتادي بيت الله الحرام من زوار وحجاج.