مكة المكرمة من الناحية الجغرافية محاطة بجبال صخرية متميزة بالألوان الداكنة، وتشكل هذه الجبال الهوية التاريخية للمنطقة، وقد شهدت العديد من الأحداث الدينية والتاريخية التي رفعت من أهميتها، ويبرز جبل أبي قبيس الذي يقع في الجهة الشرقية من المسجد الحرام، كأحد أهم المعالم الطبيعية في المنطقة.

يتميز جبل أبي قبيس بأنه أول وأقدم طبيعة خلقها الله سبحانه في الأرض، حيث يبلغ عمر الأرض نحو 4 مليارات و600 مليون سنة، حيث كان شاهدًا على بداية تكوين الأرض، علاوة على ذلك فإن خلق الله للجبال في مقدمة المعالم الطبيعية باعتبارها أوتاد الأرض، وتعددت التفسيرات في تسمية الجبل بأبي قبيس، وقيل في إحدى الروايات أن رجلًا كان يدعى أبي قبيس هو أول من قام بالبناء على الجبل فسمي عليه، وقيل أيضًا أنه سمي بهذا الاسم لأن «الحجر الأسود» الذي يعتبر من معالم الكعبة المشرفة كان قد اقتبس منه.

كما وارتبط الجبل ببعض الحوادث الدينية كحادثة شق القمر، حيث كان يعتقد أن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- كان واقفًا على الجبل أو عند أبي قبيس عندما حصلت معجزة «شق القمر»، وفي روايات أخرى للمشركين بعد المعجزة الكبرى لشق القمر قالوا للنبي: «إن كنت صادقًا فشق لنا القمر فرقتين نصفًا على أبي قبيس ونصفًا على قعيقعان»، وكانت تلك الليلة ليلة اكتمال القمر، فسأل الرسول ربه أن يعطيه ما سألوا فأمسى القمر في تلك الليلة نصفًا على أبي قبيس ونصفًا على قعيقعان، فآمنوا المشركين بعد ما شاهدوه.

جبل أبي قبيس لم يكن جبلًا فحسب، ففيه كان يسكن بلال بن رباح -رضوان الله عليه- على قمته، وفي وقتٍ لاحق سمي المسجد الذي كان في أعلى قمة الجبل «جبل رباح».

يبقى جبل أبي قبيس شاهدًا على عظمة الخلق الإلهي، والتاريخ الديني والجغرافي لمكة، كما ويقوي من إيمان المسلمين من خلال الأحداث الدينية التي حصلت في الجبل.

(المصدر: موقع قبلة الدنيا مكة المكرمة)