قال الله تعالى: «وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهاَ ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِِ» [يس: 38]
الشمس مخلوق من مخلوقات الله اقسم بها في القرآن الكريم أكثر من مرة، وهي ترتبط بجميع مصادر الطاقة، الشمس عبارة عن مجموعة من الغازات وتعد المركز الأساسي للضوء في كوكبنا، كما وأنها تعد النجم الوحيد في مجموعتنا الشمسية وتشكل 99.86 ٪ من كتل المجوعة الشمسية، وتعتمد المخلوقات الحية ومنها النباتات على الشمس للبقاء على قيد الحياة مستنيرة بضوئها، ومتدفئة بأشعتها.
وتعطي الشمس إمكانيه تحويل المواد غير العضوية والتي لا تناسب الاستخدام البشري، إلى مواد عضوية، وذلك من خلال التمثيل الضوئي بالكلوروفيل، وتدخل الشمس في مجال الطاقة وتعد مصدر الطاقة المستقبلي، عن طريق تحويل الإشعاع الشمسي إلى كهرباء.
فمن نعم الله أن هنالك مسافة ثابتة بين مركز الشمس ومركز الأرض، وهذه المسافة المثالية لكي نستفيد من أشعة الشمس دون أن تؤذينا، 150 مليون كيلومتراً هي مسافه بسن الشمس والأرض، فلو كنا أقرب ولو بمسافه صغيرة لاحترقنا، ولو بعدنا عنها ولو بقليل لتجمدنا، وتجمدت الحياة المحيطة بنا فسبحانه ربي الحيكم، ومن عظمة الشمس اندهش إبراهيم -عليه السلام- عندما تفكر قبل الوحي في الكون من حوله قال الله تعالى: «فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونََ» [الأنعام: 87]
ومن عجائب الشمس أنها في كل لحظه لها مشرق، ولها مغرب فحين تغيب عن منطقة من الأرض تشرق مكان آخر، فلِذلك أقسم الله بالشمس: «وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا» [الشمس: 1]، وقال: «فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونََ» [المعارج: 40]
رغم احتراق الشمس وفقدانها للغازات في كل ثانية، فإن الأرض أيضًا تفقد كتلة موازية؛ لتبقى الجاذبية بنفس المستوى ليكون البعد بينهم ثابتاً بثبات قوة الجاذبية، قال الله تعالى: «أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ)ِ» [الرعد: 41]، فسبحان الله الذي أتفن صنع كل شيء.