يوماً بعد يوم تثبت التغيرات التي يشهدها المجتمع والعالم بأجمعه بأن المرأة هي القوة الأساسية في منظومة التغيير وعامل مهم في مسيرة التنمية، وتؤكد على ذلك التطورات العديدة التي طرأت في كثير من المجالات والمنظمات التي تشكل المرأة فيها دورا محورياً، وفي اليوم العالمي للمرأة -8 مارس من كل عام- تظهر ملامح جديدة للنجاح، بأيدي جيل جديد من الشابات المبدعات والمتمكنات في مختلف القطاعات، حيث أسهم تمكين المرأة في تحقيق أهداف ورؤية 2030، خاصةً مع الانفتاح الكبير الذي تعيشه المملكة اليوم بفضل الرؤية الطموحة، والتي حققت إنجازات نوعية واعدة وضخمة برزت بها مكانة الوطن بين دول العالم المتقدمة والنامية على جميع الأصعدة الاقتصادية والثقافية والسياسية والاجتماعية.

شريك قوي

وعلى مر التاريخ شهدت المرأة السعودية اهتماماً كبيراً في تمكينها واعطائها الفرصة في تحقيق أهدافها ومهامها، وعاشت في ظل القيادة الداعمة منذ نعومة أظفارها، إلى وقتنا اليوم الذي يعد مرحلة محورية في حياة المرأة السعودية، وهو عصر النهضة الفكرية التي أحدثتها رؤية 2030 لمفكّرها الطموح عراب الرؤية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد -حفظه الله-، مرحلة مختلفة تماماً عن ما كانت عليه المرأة في السابق، وبالرغم من الدعم الموجه لها بالسابق، إلاّ أنها اليوم ليست ممكنة فقط، إنما هي أيضا شريك مهم وقوي ومؤثر في مسيرة التنمية المستدامة، حيث تشكل أدوارا عديدة في الكثير من المجالات في بلادنا بدعم قيادتنا الرشيدة التي لطالما كانت الداعم الأول للمرأة في جميع مجالاتها، ووضعوا بناء المرأة من أولويات سياستها، وحظيت بفرص التعليم والعمل على مستوى عالي وعلى مر السنين، ووضعت دولتنا خططاً استراتيجية لتنمية المرأة في جميع القطاعات ورفعت سقف التطلعات تجاه إعداد أجيال متعلمة ومثقفه وواعية حتى أصبح الاستثمار في الإنسان من ركائز الإعمار والبناء والتنوع في مجالاته العديدة وهذا ما نصت عليه رؤيتنا الطموحة.

نجاح باهر

وحظيت المرأة السعودية بمشاركات عديدة محلياً ودولياً وعالمياً حتى وصلت للفضاء، ويعتبر اليوم العالمي للمرأة -8 مارس من كل عام- هو اليوم الذي يحتفل في بالإنجازات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية للمرأة، وهناك الكثير من الأحداث التي تخص تمكين النساء في مملكتنا الرشيدة، وفي سلسلة من إجراءات تمكين المرأة التي بدأت منذ تولي مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله- مقاليد الحكم ودعمهما للمرأة السعودية، وفتح مجالات عديدة لها لتحقيق إنجازات واعده تستحق الاحتفال بها في هذا اليوم، وحصلت العديد من النساء السعوديات على وسام الشرف في إنجازات كبيرة ينفعن به دينهم ووطنهم، فحققت الباحثة فتون الصايغ نجاحاً باهراً وحصلت على منصب رئيس وحدة المنتجات البحرية، وفي نجاح جديد كونها أول مهندسة سعودية مشاعل الشميمري عملت في مجال تصميم الصواريخ بوكالة ناسا الأمريكية لدراسات الفضاء وأسست شركتها الخاصة لتوفير صواريخ لإطلاق الأقمار الصناعية، كما برزت استشارية جراحة أورام القولون والمستقيم الدكتورة سمر الحمود التي حصلت على اختيار من الوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية للانضمام للجنة تحكيم الأبحاث العلمية في مجالها، كما برز اسم العالمة سامية ميمني كأول جراحة سعودية تتخصص في مجال المخ والأعصاب، حين نجحت في تحويل واحدة من أصعب الجراحات في العالم إلى جراحات بسيطة يمكن إجراؤها بالتخدير الموضعي.

ابتكار وجوائز

وكأول سيدة عربية سعودية حازت على جائزة امرأة العام 2018 م للغاز والبترول في الشرق الأوسط الخبيرة والعالمة السعودية في المجال النفطي الدكتورة عبير العليّان في مجال تطوير مادة كيميائية بإمكانها التغلب على مشكلات خسارة سائل الحفر في عمليات حفر آبار النفط للتقليل من التكلفة والمخاطر، وفي نموذج مشرف كأول باحثة وعالمة سعودية تشغل منصب سفير النوايا الحسنة للعلوم الدكتورة حياة سندي، التي عملت على اختراع مجس للموجات الصوتية والمغناطيسية من خلاله يستطيع مراقبة معدلات السكر والضغط في الدم لأجسام رواد الفضاء، ومن أبرز النساء في تخصصها كونها أول سعودية تحمل لقب بروفيسور في علم العيون البروفيسورسلوى الهزاع، تعتبر أول طبيبة تختار من خمس قارات من المجلس العالمي للعيون وتلقب بطبيبة القارات الخمس وتم اختباراتها كأقوى امرأة عربية، وفي إنجاز مشرف جديد والحاصلة على لقب أول رائدة فضاء سعودية ريانة برناوي التي حققت إنجاز جديد للمرأة السعودية وصعودها للفضاء، وأيضاً حصلت الكيميائية "سهاد كندي"على جائزة دولية من لندن في مجال الكيمياء وتشغل منصب رئيس المجموعة البحثية السعودية لدراسة داء السكري في جامعة الملك عبدالعزيز وتعتبر أول سعودية تحصل على هذه الجائزة، وفي نجاح مستمر للمرأة السعودية، وتعتبر أول سعودية تحصل على العضوية في المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية الدكتورة ابتسام سعيد باضريس" بالإضافة لكونها أول سعودية حاصلة على درجة الدكتوراه تعمل في المركز الوطني  للرياضيات والفيزياء في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، والعديد من الباحثات والعاملات والمبتكرات الحاصلات على جوائز ومناصب عديدة كونهم أول من يحصل على هذه المناصب محلياً ودولياً نفخر بهن وندعمهم فهن المستقبل المشرق.

 ثقة القيادة

وجذبت رؤية 2030 انتباه العالم بأسره، وأثارت إعجابه لما قدمته من من مشاريع قادرة على إحداث تغييرات كبيرة داخل المملكة، ولاسيما التركيز في دور المرأة السعودية وتمكينها، ومن أجل أن تعود تلك التغييرات بالأفضل والأحسن لها، كما شهدنا زيادة ملحوظة في إسهامات المرأة السعودية في اقتصاد بلادها وهناك العديد من النساء السعوديات اللاتي بدأن في المشروعات الاقتصادية الخاصة بهم، وشهدنا زيادة في أعداد النساء اللواتي يعملن في مجالات أعمال الاقتصاد الحر، وتزداد مهارة وخبرة المرأة السعودية يوماً بعد يوم في التجارة والاقتصاد جراء مشاركتهم في رؤية 2030، ولاشك أن الآثار إيجابية ومبشرة  للمرأة، فهناك تضاعف كبير بنسبة مشاركة السيدات السعوديات في سوق العمل، فالمرأة السعودية في الوقت الحالي أخذت الالتحاق بوظائف إدارية متعددة وبالعمل وفي مجال المحاسبة والبرمجيات والتصاميم وبالوظائف الحكومية، ويتقلدن مناصب عالية، وتوسع دور المرأة السعودية في المشاركة الفاعلة في التنمية الوطنية والمساهمة في تطوير المملكة ونهضتها وحققت السعوديات في عهدنا الحالي العديد من الإنجازات التي نفخر بها في المجالات الأكاديمية والأمنية والعلمية والحقوقية، وبرزت ثقة القيادة في المرأة ودعمها لتتبوأ المناصب القيادية في شتى مجالاتها.

أنا أدعم النساء

وتستذكر المرأة السعودية المقولة الشهيرة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-: "أنا أدعم المملكة، ونصف المملكة من النساء؛ لذا أنا أدعم النساء"، وجاءت هذه العبارة واضحة لدعم النساء وتمكينهم في قادتنا الرشيدة، وصدرت العديد من الأوامر والقرارات والأنظمة التي تعزز حقوق المرأة، ومنها نظام حمايتها من الإيذاء ونظام مكافحة جريمة التحرش، وتخصيص مركز لتلقي بلاغات العنف الأسري، وإنشاء مجلس شؤون الاسرة وتخصيص لجنة لتتولى شؤون المرأة، وإنشاء محاكم الأحوال الشخصية للقضايا الأسرية، ولم تكن سلسلة التمكينات التي أتيحت للمرأة السعودية هي المثال الوحيد على دعم المملكة للمرأة، بل استمرت التمكينات التشريعية والحقوقية التي تكفل لها قيمتها الاستقلالية والإنسانية ومسهبة لها أدوارها الوظيفية المختلفة في المجالات التنموية كافة، كما سعت الدولة إلى توسيع نطاق سوق العمل لمنح المرأة فرص عمل عديدة لإيمانهم بالكفاءة المتوازنة بين الرجل والمرأة في قدرة الممارسة والانتاج ومنحها تسهيلات عديدة لإقامة مشاريع طويلة المدى لدعم دورها كمساهمة في تنمية الاقتصاد المحلي، وأتاحت لها الدولة العديد من البرامج التدريبية لتطوير مهاراتها الوظيفية التي تتناسب مع سوق العمل ومستجداته وترفع من قيمة وجودة ناتجها، كما فتحت الرؤية للمرأة آفاقاً ممتدة ومكانة جديدة مرموقة ودوراً أكبر في الحياة العملية، إذ شهدت نقلة نوعية مميزة من نوعها بمنحها مقاعد في مجلس الشوري والسماح لها بالمشاركات البلدية وتمكينها من تفعيل مساهمتها المجتمعية، وقد أسهمت الدولة بتمكين المرأة من ممارسة الرياضة للفتيات بالمدارس ومشاركة السعوديات بالألعاب الأولمبية ومنح تراخيص قيادة الطائرات للمرة الأولى في تاريخ المملكة.

إنتاجية ومشاركة

وتبوأت المرأة السعودية للمرة الأولى منصب"سفير"، وتم تعيين العديد من النساء في المجلس الجديد لهيئة حقوق الإنسان، وكانت تلك صورة مشرقة ومشرفة لقدرات وكفاءات السعوديات في شتى المجالات، كما كان قرار السماح بقيادة المرأة السعودية للسيارة وتعزيزاً لقيمتها وحرصاً على تمكينها والكثير من الإيجابيات الاجتماعية والاقتصادية، وقد أسهمت الكثير من القرارات في معالجة معوقات كانت تواجه المرأة السعودية في قطاعات عدة كالنقل والعمل، وأصبحت الآن تباشر عملها وأعمالها بشكل أكبر وبحرية تامة، مما رفع زيادة في انتاجيتها للعمل ووسع من مشاركاتها العديدة في الكثير من البرامج، كما أنها تعتبر المرأة السعودية في عصرها الذهبي، إذا حصلت على الكثير من حقوقها وأصبحت محطاً لأنظار العالم فهذا هو الوقت الذي تثبت فيه قدراتها واهتماماتها واستحقاقاتها، وتحمل المسؤولية والمشاركة في التنمية المجتمعية والاقتصادية، واستثمار ثقة قيادتنا الرشيدة بصورة فعالة.