يقول الله تعالى: «وَتَرَى ٱلْأَرْضَ هَامِدَة فَإِذَآ أَنزَلْنَا عَلَيْهَا ٱلْمَآءَ ٱهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْج بَهِيج » [الحج: 5]
من النبات تبدأ دورة الحياة، فلا حياة بدون نبات، ولأن جميع الكائنات الحية تعتمد عليه فهو مصدر للأوكسجين، ومصدر للغذاء، ومصدر للعلاج مثل «فيينكريستين» علاج مرضى السرطان وغيره من العلاجات، حيث إن 1 من كل 4 علاجات أصلها نباتي، وحتى أنها مصدر للباس، فيخرج منه القطن والكتان.
وتتشابه البذور في أشكالها وتختلف بعد زراعتها وخروج الثمار منها، وعندما ينزل المطر، ويتغلغل في التربة يزداد حجمها، ونشعر عندما نراها أن السطح الأعلى منها يتحرك، فذلك يحصل بسبب أن حُبيباتها تتشرب الماء وتربو، والعجيب أن هذا لا يحصل لكل أنواع التربة، ففي نوع منها يسمى «التربة الكارهة للماء» ليس باستطاعتها امتصاص الماء مثل أي تربة أخرى.
ويذكر أن النباتات مثلها مثل مخلوقات الله الأخرى، فهي تشعر، تسمع، تتأثر سلبيًا وإيجابيًا لما حولها من مؤثرات خارجية، فيقول الله جل في علاه: «تُسَبِّحُ لَهُ ٱلسَّمَـوَاتُ ٱلسَّبْعُ وَٱلْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَىْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَـكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُم إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُوراً» [الإسراء: 44]
وأهم عملية يقوم بها النبات «التركيب الضوئي» قال الله تعالى: «وَهُوَ ٱلَّذِى أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآء فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَىْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِراً نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ ٱلنَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَان دَانِيَةٌ وَجَنَّـاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَٱلزَّيْتُونَ وَٱلرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ ٱنظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَآ أَثْمَرَ وَيَنْعِه إِنَّ فِى ذَلِكُمْ لَـَأيَتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُون»َ [الأنعام: 99]
وفي قوله خضرا هي البلاستيدات الخضراء التي تتكون من جزأين، جزء منها يقوم بتحويل أشعة الشمس إلى طاقة كيمائية، والجزء الثاني هو المسؤول عن تكوين المركبات السكرية.
ينمو النبات وتكبر أوراقه فتزداد قدرته على امتصاص ثاني أكسيد الكربون من خلال فتحات صغيرة على سطح الورقة السفلي، وينتج عن تفاعل ثاني أكسيد الكربون، والماء، وأشعة الشمس، خروج الأوكسجين؛ لضمان بقاء عيش الإنسان، ومن عجائب خلق الله أن بعض النباتات الصحراوية تغلق الفتحات الصغيرة الموجودة فيها، لكيلا تدخل أشعة وحرارة الشمس فيها فتقد الماء الذي بداخلها، وتجف ثم تموت، فسبحان الله الذي جعل كل كائن يتكيف بالظروف البيئية التي يعيش بها.
المصادر:
والسنة، [محمد راتب النابلسي]، -
برنامج فسيروا، فهد الكندري.