قال الله تعالى: «وَٱلسَّمَاءِ ذَاتِ ٱلرَّجعِ (11) وَٱلأَرضِ ذَاتِ ٱلصَّدعِ(12)» [الطارق: 11،12]،
الصدوع في الأرض تنتج عن انكسار الصخور، هي تشققات على شكل طولي تصل لعشرات الكيلو مترات يلازمها حركة، إما تكون طولية ينتج عنها انزلاق الكتل الصخرية بعضها فوق بعض، وإما أن تكون رأسية، فيهبط جزء من الأرض ويرتفع الجزء الآخر، وقد تأتي الحركتان معًا في وقت واحد.
وتصدع الأرض أي انكسار الصخور يُكون الزلازل، ويعتمد قوته حسب طول وأبعاد التشقق، ويصل عمق الصدوع 70 كيلو مترا، وتسمى «بأودية الخسف»، وهذي الصدوع هي من حددت شكل سطح الأرض فقسمته على سبع قارات، بعد ما كانت قارة واحدة فقط، ومن دورها أنها ساعدت على تكون الجبال، منذ ملايين السنين، وحتى قاع البحار فتشكل البحر الأحمر بعد ما انفصلت صفيحتين الأفريقية والعربية، وهذا التباعد مستمر بطول 1سم تقريبًا في كل سنة، والمدهش في هذه الصدوع، أنها تُكون الصخور الصلبة التي تؤذينا لو سقطت علينا، ولكن حين تتعرض لتسخين لفترة طويلة تتحول من كونها مادة صلبة لمادة سائلة، وهذا يعني أنها قد تنثني إذا تعرضت لقوة تأثر عليها، حينها نجد البنية الجميلة مثل التجاعيد التي في غالبية الجبال.
كل شيء من حولنا صنعه الله لحكمة ولفائدة، حتى تشققات الأرض وتصدعها، فتصدع الأرض يساعد على خروج النبات، وتتشكل الموارد النفطية فيها وتنبثق محاليل وغازات تملأ صخور الأرض بالمعادن وتتكون بها عيون المياه، كما أنها صمام الأمان للأرض، لأن تحت قشرة الأرض عناصر مشعة قادرة على تحليل ذاتها، فتتحول العناصر لعناصر أخرى وفي عملية التحول تنتج طاقة تُصهر صخور الأرض فيزداد حجمها وتكبر، وبعدها تثور البراكين، فلو لم يكن هناك متنفس لهذه البراكين حينها تتدمر الأرض.
قال تعالى: «وَتَرَى ٱلجِبَالَ تَحسَبُهَا جَامِدَة وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ ٱلسَّحَابِ» [النمل:88]. على الرغم من أن الأرض تتحرك في الثانية الواحدة ثلاثين كيلو مترا، إلا أنها مستقرة ولا نشعر بحركتها وإلا حينها أصبحت حياة الإنسان صعبة جدًا، فسبحانه رب كل شيء على إتقان صنعه.