جازان واحدة من أبرز المناطق التي تشتهر بإنتاج العسل على مستوى المملكة، بل تنافس دول العالم في إنتاج العسل الطبيعي 100 %، وتحصد الجوائز العالمية في مسابقات العسل الدولية؛ لتميز تضاريسها المتنوعة التي توفر بيئة مثالية لتربية النحل وإنتاج العسل من أنواع متعددة وفاخرة، والتي تصل إلى أكثر من خمسة عشر نوعا، أشهرها عسل السدر وعسل السلام وعسل السمر، وكذلك عسل الدوم وعسل المجرى وعسل الأراك وعسل الضهيانة، إضافةً إلى عسل الطلحة وعسل القتاد وعسل الشوكة وعسل القرض وعسل المراعي، إلى جانب عسل السدر السائل وعسل الزهور وعسل غذائي ملكة النحل، لهذا أطلق عليها لقب عاصمة الشهد وتحديدًا محافظة العيدابي، التي يقام عليها سنوياً مهرجان العسل، وهو الآن في موسمه العاشر، ويستقطب الزوار من داخل المملكة وخارجها، حيث ينتج العسل الطبيعي ذو الجودة العالية الذي يعتبر من الأفضل في العالم، ويُعد العسل المنتج في هذه المنطقة ذا خصائص مميزة من حيث الطعم والرائحة والفعالية والقيمة الغذائية ويستخدم في العديد من الأغراض الصحية والعلاجية. تنظيم فعاليات
وتلعب منطقة جازان دوراً كبيراً في صناعة، وإنتاج العسل من خلال دعم مزارعي النحل ورفع كفاءة الإنتاج المحلي، حيث تحرص أمارة منطقة جازان والجهات المعنية على أن تنظيم الفعاليات والمهرجانات التي تروج لجميع المنتجات الحيوية التي تتميز وتشتهر بها جازان، ومن أبرز هذه الفعاليات مهرجان العسل الذي ينظم سنوياً في المنطقة بمحافظة العيدابي عاصمة الشهد، ويشهد حضورًا كبير من الزوار، إضافةً إلى ورش العمل والبرامج التثقيفية المتعلقة بتربية النحل وإنتاج العسل، وبفضل الله ثم السمعة الجيدة وتفوق جودة العسل في المنطقة استطاعت العيدابي أن تكون نقطة جذب سياحي مهمة، حيث يتوافد العديد من السياح للاستمتاع بجمال الطبيعة ولشراء العسل المحلي الذي يعتبر رمزاً للمنطقة، وتعد نموذجًا حقيقيًا للإنتاج الزراعي المتخصص، وأحد الأعمدة الاقتصادية المهمة التي تسهم في رفد الاقتصاد الوطني، كما تعتبر من أهم وجهات السياحة البيئية في منطقة جازان.
مشاركة واسعة
ويشهد المهرجان مشاركة واسعة من النحالين، حيث تجاوز عددهم أكثر من 60 نحلاً من عدد محافظات المنطقة، حيث يعرضون أنواعاً متعددة من العسل الفاخر الطبيعي والمنتجات المصاحبة له مثل شمع العسل وحبوب اللقاح والمنتجات المستخلصة منه، ويعكس المهرجان التطور الكبير الذي شهدته صناعة وإنتاج العسل في المنطقة خلال السنوات الماضية، ويعد فرصة لتعريف الجمهور بأنواع العسل الفاخرة التي تنتجها جازان، وذلك بجهود وتوجيهات ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر أمير منطقة جازان وسمو نائب أمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالعزيز.
نكهة وفوائد
«الرياض» تواجدت في موقع المهرجان والتقت بالنحالين، منهم محمد مروعي مجيري، صاحب مناحل بيش التي حصلت على العديد من الجوائز العالمية في مسابقة العسل الدولية التي أقيمت في العاصمة البريطانية لندن عام 2024م في إنجاز مميز يسجل باسم المملكة عامة ومنطقة جازان خاصة، وذلك لحصولها على أربع ميداليات بلاتينية وذهبية في تنوع العسل التي شاركت فيها أكثر من 35 دولة حول العالم بتقديم أكثر من 700 عينة من عسلية للتقييم، وتميز مناحل عسل بيش بجازان بجودته العالية ونكهته المميزة وقيمته الغذائية الصحية لينال إعجاب لجنة التحكيم الدولية المكونة من خبراء عالميين في مجال العسل، وأوضح مجيري تفاصيل الإنجاز السعودي في المسابقة العالمية التي حصلت عليه مناحل بيش وهي الميدالية البلاتينية لعسل زهرة السلام البلدي، وهو عسل نادر ذو جودة عالية وفوائده الغذائية الصحية ومن سلالة النحل البلدي الأصيل، وكذلك ثلاث ميداليات ذهبية متنوعة في ثلاث أنواع من العسل وهو لعسل السدر ويعرف بخصائصه العلاجية وفوائده الصحية المتعددة، ولعسل السمر الذي يمتاز بنكهته الغنية ولونه الفاتح، ولعسل الطلح، وهذا النوع من العسل يعد من أجود أنواع العسل وأندرها ويستخرج من أشجار الطلح البرية في المنطقة الجنوبية وله فوائد غذائية وصحية كبيرة جداً.
وأكد مجيري على أن هذا الإنجاز الوطني يثبت جودة المنتج السعودي للعسل بمنطقة جازان، كما يساهم في تعريف المستهلكين حول العالم بالعسل السعودي بشكل عام وتعزيز مكانته في أسواق العسل العالمية، شاكراً للدعم اللا محدود الذي يتلقاه النحالون من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين سواءً من خلال القروض الزراعية أو غيرها من المبادرات الداعمة للمواطنين، وأن هذا الدعم يساهم بشكل كبير في تطوير قطاع تربية النحل وتحسين جودة العسل السعودي.
خطة خمسية
وذكر سليمان يحيى غزواني -نائب رئيس مجلس ادارة جمعية النحالين التعاونية بجازان والمشارك في مهرجان العسل العاشر بجازان- أن المهرجان يحتضن أكثر من 60 عارضا من النحالين بتنوع العسل الذي يتجاوز 15 نوعا من العسل، أشهرها عسل السدر والسمر والسلام والطلح والضهيانة وغيرها من العسل من منطقة جازان، وهو عسل طبيعي 100 % مضيفاً: «يميز عسل جازان تنوع تضاريسها وجودة البيئة البرية والجبلية، ومحافظة العيدابي هي عاصمة الشهد ومنطقة جازان يتنوع فيها الغطاء النباتي الذي يغذي النحل الغذاء الطبيعي»، موضحاً أنه شارك في المهرجان جهات حكومية وهي وزارة البيئة والمياه والزراعة وجامعة جازان ومركز البحوث وهيئة التطوير للمناطق الجبلية بجازان، وكل هذا الجهات المشاركة تقدم العديد من البرامج والمبادرات، بالإضافة إلى ورش العمل التي تصب في مصلحة تطوير العسل في منطقة جازان، مشيراً إلى أن أمير منطقة جازان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر أطلق أثناء حفل الافتتاح الخطة الخمسية القادمة لتطوير صناعة العسل والتي بتكون بدايتها من منطقة جازان وتم اختبار منطقة جازان كونها أكبر إنتاج العسل على مستوى مناطق المملكة.
وتحدث النحال محمد فرحان الفيفي قائلاً: إن إنتاج النحل لا يتوقف على العسل، فقط بل هناك منتجات أخرى يستخرج من العسل والشمع، مثل الصابونات والفازلين والزيوت الخاصة بالتجميل والمساج والتدليك، وكذلك المنتجات العطرية، مضيفاً أن أنواع العسل كثيرة، وجازان تشتهر بذلك،
وهي أرض خصبة في الزراعة ومنتجاتها المختلفة.