منخفض جوي يهدد خيم النازحين الهشة

في اليوم الـ409 من العدوان الإسرائيلي على غزة، استشهد 111 فلسطينيًا خلال 24 ساعة 72 منهم في بيت لاهيا شمالي القطاع، في حين أفاد إعلام إسرائيلي بشن غارات ألقت أطنانًا من المتفجرات على بيت لاهيا بعد مقتل جنديين إسرائيليين هناك.

وفي تطورات المعارك، أعلنت كتائب القسام استهداف دبابتي "ميركافا" و3 جرافات بقذائف الياسين وتاندوم شرق مخيم البريج وسط القطاع، في حين أعلنت سرايا القدس اشتباكها مع قوات الاحتلال وتدميرها آلية إسرائيلية في بيت لاهيا.

وقد أعلن جيش الاحتلال مقتل ضابط برتبة نقيب وجندي من لواء كفير في معارك بشمال غزة، وإصابة جندي آخر بجراح خطيرة، وهذا ما رفع عدد قتلاه في جباليا إلى 30 قتيلاً منذ الخامس من أكتوبر العام الماضي.

كما استشهد عدد من الفلسطينيين بينهم أطفال، فجر الإثنين، إثر قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي خيمة تؤوي نازحين في خان يونس جنوب قطاع غزة.

وأفادت مصادر طبية، باستشهاد مواطن وزوجته وطفليه، إضافة لإصابة طفلته بجروح خطيرة، بعد قصف طيران الاحتلال خيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس.

كما قصفت مدفعية جيش الاحتلال منطقة الميدان في مشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزة، ومناطق في جنوب وغرب مدينة غزة وسط القطاع، والمناطق الشمالية والغربية لمدينة رفح جنوب القطاع.

ونسفت قوات الاحتلال مبان سكنية في محيط شارع 8 بحي الزيتون جنوب مدينة غزة، يأتي هذا في وقت يشهد فيه شمال قطاع غزة عشرات جرائم القتل العمد والإعدامات الميدانية الجديدة التي تنفذها القوات الإسرائيلية ضد عدد كبير من المدنيين ضمن عدوانها المتصاعد على شمالي القطاع.

إلى ذلك دعا الدفاع المدني في قطاع غزة، المواطنين الفلسطينيين خاصة النازحين في الخيام ومراكز الإيواء في جميع مناطق القطاع إلى ضرورة أخذ التدابير الوقائية اللازمة، لتجنب أضرار المنخفض الجوي الذي بدأ، الإثنين، ومن المتوقع أن يستمر حتى صباح الأربعاء.

وحث الدفاع المدني في بيانه الفلسطينيين على التعاون والتآزر فيما بينهم، لا سيما النازحين في المخيمات، والاهتمام بضرورة تثبيت الخيام ووضع سواتر رملية ما أمكن في محيطها، خشية من الفيضانات وتدفق مياه الأمطار.

وتعليقا على المنخفض الجوي، قال المهندس عاصم النبيه المتحدث باسم بلدية غزة في بيان: "نتوقع منخفضًا جويًا وسقوط أمطار متوسطة الإثنين والثلاثاء، مع رياح قد تصل سرعتها إلى 20 كلم/ ساعة".

وتطرق المتحدث باسم بلدية غزة إلى ممارسات الجيش الإسرائيلي خلال عملياته العسكري قائلا إن "الاحتلال دمر ما يزيد عن 175 ألف متر طولي من شبكات الصرف الصحي و15 ألف متر من شبكات الأمطار".

وأضاف المهندس النبيه: "الضرر الكبير الذي لحق بالبنية التحتية قد يزيد من المخاطر التي تهدد حياة المواطنين، وذلك بسبب احتمالية فيضان مياه الأمطار على المنازل والخيام ومراكز الإيواء".

ولفت إلى أن طواقم بلدية غزة تحاول تعزيل شبكات المياه وتقليل المخاطر، لكن الإمكانيات محدودة للغاية خاصة مع تدمير الاحتلال لما يزيد عن 80 % من الآليات الثقيلة والمتوسطة التابعة لبلدية غزة.

وناشد المتحدث باسم بلدية غزة المنظمات الدولية التعاون والتدخل العاجل وإدخال والآليات والمواد اللازمة لصيانة شبكات الصرف الصحي وشبكات الأمطار.

في سياق منفصل طالب رئيس حزب الصهيونية الدينية ووزير المالية الإسرائيلية، بتسلئيل سموتريتش، الإثنين، باحتلال قطاع غزة، واستمرار الحرب على لبنان، زاعما أن أي اتفاق مع لبنان "لا يساوي الورقة المطبوع عليها".

وقال سموتريتش لإذاعة الجيش الإسرائيلي إن "رفض الجيش الإسرائيلي تحمل مسؤولية توزيع المساعدات الإنسانية في القطاع، هو إخفاق أكبر من 7 أكتوبر، ويشكل جزءًا كبيرًا من سبب أن المخطوفين ليسوا هنا حتى الآن".

وأضاف أن "المستوى السياسي طلب وأصر، والجيش الإسرائيلي رفض بشدة أن يأخذ على عاتقه أي شيء تفوح منه رائحة إدارة عسكرية".

وتابع سموتريتش أنه "إذا كان هذا هو الأمر المطلوب من أجل ضمان الأمن، فإنني لست هلعًا من أن نكون بديلاً سلطويا في القطاع لفترة معينة من أجل القضاء على حماس".

وحول الأضرار الاقتصادية التي تسببت بها الحرب، قال سموتريتش إن "هذا سيرافقنا لسنوات ليست قليلة في المستقبل، والجيش الإسرائيلي سيكون أكبر وأقوى في العام المقبل، وسيتمكن من مواجهة كافة التحديات والرد في كافة الجبهات وبينها الشمالية".

في الضفة الغربية شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، حملة اعتقالات في مناطق متفرقة في الضفة الغربية المحتلة، تخللتها اشتباكات مسلحة في نابلس، وتنكيل واعتداءات على الفلسطينيين في عدة مناطق.

وأفادت مصادر محلية، باندلاع اشتباكات مسلحة بين مقاومين وقوات الاحتلال في مخيم بلاطة شرق مدينة نابلس المحتلة.

واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الاثنين، المنطقة الشرقية من مدينة نابلس، وتمركزت قرب مخيم بلاطة حيث اندلعت اشتباكات مسلحة عنيفة.

وأظهرت مشاهد مصورة لحظة تفجير مقاومين عبوة شديدة الانفجار بجرافة عسكرية إسرائيلية بالقرب من صرح الشهداء داخل مخيم بلاطة.

وفي قلقيلية، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة قلقيلية، ودفعت بتعزيزات عسكرية إلى حي كفر سابا في مدينة قلقيلية شمالا، وداهمت عددًا من منازل الأهالي.

وفي رام الله، اعتقلت قوات الاحتلال 3 شبان خلال اقتحامها بلدة سلواد شمال شرقي رام الله، وقامت بمصادرة مركبتين.

وفي بيت لحم، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مخيم الدهيشة جنوبا، وداهمت عشرات المنازل، واحتجزت نحو 30 فلسطينيا قبل أن تطلق سراحهم فيما بعد.

وفي الخليل، اعتقلت قوات الاحتلال شابًا وصادرت أسمدة ومواد زراعية خلال اقتحام أحد المشاتل وسط مدينة دورا جنوب الخليل.

وأغلقت قوات الاحتلال مداخل قرية الطبقة في مدينة دورا جنوب الخليل، فيما أعلنت مديرية التربية والتعليم تأجيل الدوام حتى الساعة التاسعة نظرا للاقتحام المستمر.

كما هدمت جرافات الاحتلال، وأفادت مصادر محلية فلسطينية، بأن سلطات الاحتلال هدمت حديقة وكوخ واستوديو يعودان للمواطن الفلسطيني نبيل المزرعاوي من بلدة "بيت سوريك" شمال غرب القدس. وأضافت المصادر، أن الاحتلال هدم في موقع مجاور ملعبين لكرة القدم يعودان لعائلة عايدية.

وتصعد قوات الاحتلال من اعتداءاتها واقتحاماتها لمدن الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر العام الماضي، بالتزامن مع عدوان واسع ومدمر على قطاع غزة للعام الثاني على التوالي، والذي أدى إلى استشهاد وإصابة عشرات آلاف الفلسطينيين معظمهم من النساء والأطفال.

خيم النازحين في غزة