تتواصل حرب الإبادة على غزة لليوم الـ 410، وفيما لا يتوقف عدّاد الشهداء كل يوم بفعل القصف الإسرائيلي والمجازر المستمرة، زاد هطول الأمطار من معاناة أهالي غزة، حيث أدى ذلك إلى غرق خيام النازحين في أكثر من منطقة.
وفي وقت دعا أعضاء من مجلس الأمن الدولي، إلى زيادة المساعدات التي تصل إلى المحتاجين في قطاع غزة وحذروا من تردي الأوضاع في القطاع، قال مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند إن المنطقة وصلت إلى مفترق طرق قاتم بعد أكثر من عام على انتشار النزاع في غزة وإراقة الدماء، مناشدًا المجتمع الدولي بالتحرك بشكل سريع لوقف ذلك وتغيير المسار.
إلى ذلك، وفي وقت أقرّ فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن جيش الاحتلال لن ينسحب من القطاع، إذ كما قال “لست مستعدًا لذلك على الإطلاق”، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، ارتكاب قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال أربع والعشرين، أربع مجازر ضد العائلات في القطاع، وصل منها إلى المستشفيات 76 شهيدًا و158 مصابًا، وكرر نتنياهو مزاعمه حول المستقبل في قطاع غزة، معتبرا أنه "من الناحية الأمنية ينبغي أن تكون هناك سيطرة أمنية إسرائيلية مطلقة على قطاع غزة، ومن الناحية الفعلية يجب السيطرة على أماكن معينة مثل محور فيلادلفيا".
وجاءت أقوال نتنياهو خلال اجتماع مغلق للجنة الخارجية والأمن في الكنيست، وقال خلالها إنه بحسب التقديرات، فإن نصف الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة أحياء ونصفهم الآخر ليسوا على قيد الحياة، حسبما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر في اللجنة.
وأضاف أن "أصدرت تعليمات بتوزيع 5 ملايين دولار على من يزود معلومات حول المخطوفين. وحماس ترى الضغوط في إسرائيل وتعتقد أنها ستحصل على أكثر مما نحن نوافق عليه الآن".
وتطرق نتنياهو إلى موضوع تجنيد الحريديين للجيش الإسرائيلي، في ظل حديث الجيش الإسرائيلي عن نقص بالجنود، وقال إنه "توجد فجوة بين ما يقول الجيش إنه بإمكانه تجنيدهم وبين ما يحتاج إليه. ولن نتجاوز أي جمهور في هذا الموضوع".
ويسعى نتنياهو إلى سن قانون يعفي الحريديين من التجنيد للجيش بسبب ضغوط الأحزاب الحريدية التي ترفض تجنيد الحريديين، وتهدد بأزمة في الحكومة وإسقاطها في حال سن قانون التجنيد. وكان قانون تجنيد الحريديين أحد الأسباب التي دفعت نتنياهو إلى إقالة وزير الأمن السابق، يوآف غالانت، الذي أيد تجنيدهم.
من جهتها ذكرت صحيفة هآرتس العبرية، أن وضع الرهائن والخطر على حياتهم ومعاناة عائلاتهم أمور لا تهم الحكومة ونتنياهو وحكومته منفصلان عن الرهائن وأضافت "هآرتس" أن الهم الوحيد لنتنياهو هو بقاء حكومته، وإنهاء الحرب في غزة والإفراج عن الرهائن قد يكلفه حكومته.
من جانب آخر حذّرت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، من انهيار منظومة العمل الإنساني في قطاع غزة جراء تشديد الاحتلال القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وأشارت "المنظمات الأهلية"، في بيانٍ صحفي، الثلاثاء، إلى توقف عشرات المخابز والمطابخ المجتمعية عن العمل جراء قيود الاحتلال على دخول الإمدادات الغذائية، حيث يعتمد معظم سكان قطاع غزة عليها في غذائهم اليومي بعد أن فقدوا مصادر دخلهم. وطالبت المنظمات الأمم المتحدة بإعلان قطاع غزة منطقة مجاعة وتحمل مسؤوليتها القانونية والأخلاقية تجاه هذا التدهور الحاصل على كافة المستويات وإنقاذ حياة السكان وتوفير الحماية لهم بكل مستوياتها.
وحثت المنظمات بتكثيف الجهود على كافة المستويات من أجل وقف سطو بعض العصابات المنظمة والأفراد على قوافل المساعدات وتأمين وصولها إلى مستحقيها في وقت بات الأطفال يعانون من حالات شديدة من سوء التغذية تهدد حياتهم.
ودعت المنظمة، الجهات الفلسطينية وبخاصة الحكومة الفلسطينية إلى تحمل مسؤولياتها كاملة تجاه التحرك على كافة المستويات الوطنية والدولية لوقف العدوان ورفع الحصار وتعزيز صمود أبناء الشعب في قطاع غزة.
ومنذ 30 أيلول الماضي، يعرقل الاحتلال دخول أي شاحنات تحمل طعاما أو ماء أو أدوية إلى شمال قطاع غزة، وفقا للأمم المتحدة، وموقع الوكالة العسكرية الإسرائيلية التى تشرف على معابر المساعدات الإنسانية.
ويستمر العدوان الإسرائيلي الواسع على شمالي القطاع، مخلفًا أكثر من 2000 شهيد و6 آلاف جريح، لليوم الـ 45 على التوالي، تزامنًا مع منع الدفاع المدني من العمل هناك. وقد أدت أزمة نقص الطحين وإغلاق مخبز رئيس في وسط غزة إلى تفاقم الوضع الإنساني الصعب أصلا، حيث تكافح العائلات الفلسطينية للحصول على ما يكفي من الطعام. ويعتمد الآن حوالي 2.3 مليون شخص في غزة على المساعدات الدولية للبقاء على قيد الحياة، ويقول الأطباء ومنظمات الإغاثة إن سوء التغذية منتشر بشكل واسع. ويقول خبراء الأمن الغذائي إن المجاعة قد تكون قد بدأت بالفعل في شمال غزة المتأثر بشدة. وتتهم مجموعات الإغاثة الجيش الإسرائيلي بإعاقة وحتى حظر شحنات المساعدات في غزة. في سياق أخر حاصرت قوات خاصة إسرائيلية تابعة لجيش الاحتلال، صباح الثلاثاء، منزلا في قرية مثلث الشهداء جنوب جنين، فيما تواصل عدوانها على مدينة جنين ومخيمها منذ أكثر من 8 ساعات، وسط اندلاع مواجهات واشتباكات مسلحة عنيفة في عدة محاور.وأفادت مصادر محلية قوات خاصة إسرائيلية حاصرت منزلاً تحصن فيه عدد من الشبان، وأطلق الرصاص الحي باتجاههم، قبل وصول تعزيزات عسكرية للقرية وأطلق قذائف صاروخية محمولة على الكتف "إنيرجا" تجاه المنزل.
وأوضحت المصادر أن اشتباكات عنيفة مستمرة وسط أصوات تكبيرات من داخل المنزل المحاصر بين قباطية ومثلث الشهداء جنوب جنين.
وفي السياق ذاته؛ كانت قد اندلعت اشتباكات مسلحة فجر الثلاثاء، بتصدي المقاومة لاقتحام قوات الاحتلال مدينة جنين ومخيمها.
واقتحمت قوة كبيرة من جيش الاحتلال مدينة جنين من محوري فتحة مقيبلة وحاجز الجلمة، ترافقها 4 جرافات D9.
وقامت جرافات الاحتلال بعمليات تجريف وتدمير للبنية التحتية في الشارع العسكري ومحيط دوار البطيخة في مدينة جنين.
وتم تفعيل صافرات الإنذار في مآذن مساجد جنين ومخيمها مع بدء توغل قوات الاحتلال باتجاه المدينة، وتصدت المقاومة لقوات الاحتلال أثناء مرورها من شارع الناصرة ودوار الجلبوني، وسمع دوي تفجير عبوات ناسفة.