أكّد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن الجامعة العربية تدعم بقوة المبادرة البرازيلية لإنشاء التحالف العالمي لمكافحة الفقر والجوع، وهما اثنان من أكثر التحديات إلحاحًا التي تواجه العالم اليوم.

جاء ذلك في كلمة أبو الغيط أمام جلسة بعنوان "مبادرة مكافحة الفقر والجوع"، ضمن فعاليات قمة مجموعة العشرين التي تستضيفها مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية حاليًّا.

ونوّه في كلمته بمشاركة جامعة الدول العربية لأول مرة في هذا المنتدى العالمي الذي يلعب دورًا فريدًا ومؤثرًا في تشكيل الأجندة العالمية لمستقبل أكثر عدالة واستدامة، معربًا عن الشكر للبرازيل على الدعوة للمشاركة وتوفير الفرصة للجامعة العربية التي تمثل 22 دولة عربية، للتعامل بشكل مباشر مع أعضاء مجموعة العشرين بشأن القضايا الرئيسة والتحديات العالمية، في مثل هذا الوقت الذي يواجه فيه العالم أزمات متعددة ومتتالية تعزز بعضها البعض ويتطلب حلها تعاونًا دوليًا أقوى.

وأشار إلى أن الجوع والفقر مترابطان بشكل عميق، ويشعر السكان الأكثر ضعفًا بتأثيرهما بشكل أكثر حدة، لافتًا النظر إلى أن المنطقة العربية هي منطقة ذات دخول متنوعة، والعديد من الدول الأعضاء تكافح لمكافحة الفقر والجوع.

واستطرد قائلًا: "تشارك منظمتنا بقوة في مجموعة منسقة من البرامج الاجتماعية والتنسيق داخل الدولة (العضو المعنية)، المصممة لمكافحة الفقر والجوع، معربًا عن سعادته بالعمل مع التحالف العالمي لمكافحة الفقر والجوع لتحقيق هذه الأهداف في المنطقة.

بيان مشترك

وأصدر زعماء مجموعة العشرين يوم الاثنين بيانا مشتركا يسلط الضوء على المعاناة الناجمة عن الصراعات في غزة وأوكرانيا، في حين دعوا إلى التعاون بشأن تغير المناخ والحد من الفقر والسياسات الضريبية.

وتتناول قمة زعماء مجموعة العشرين في متحف الفن الحديث في ريو دي جانيرو على مدى يومين جدول أعمال يسلط الضوء على تحول وشيك في النظام العالمي مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض في يناير. وتواجه مناقشات المشاركين في القمة بخصوص التجارة وتغير المناخ والأمن الدولي صعوبة بسبب تغيرات حادة في السياسة الأميركية تعهد ترمب بتطبيقها عندما يتولى الرئاسة، بدءا من الرسوم الجمركية إلى الوعد بحل تفاوضي للحرب في أوكرانيا.

ومع ذلك، تمكن الزعماء في القمة من التوصل إلى إجماع توافق بقدر ما حول تصعيد الحرب في أوكرانيا، وركزوا بإيجاز على "المعاناة الإنسانية" والتداعيات الاقتصادية للصراع.

كما عبر بيان مشترك للزعماء عن "القلق البالغ بشأن الوضع الإنساني الكارثي في ​​قطاع غزة"، ودعوا بشكل عاجل إلى إرسال المزيد من المساعدات وتوفير الحماية للمدنيين إلى جانب وقف إطلاق النار الشامل في غزة ولبنان.

وبعد غارة جوية روسية كبيرة في أوكرانيا يوم الأحد، دفع دبلوماسيون أوروبيون إلى إعادة النظر في اللغة المتفق عليها سابقا بشأن الصراعات العالمية، لكنهم رضخوا في النهاية.

ولم يشارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في القمة، ومثل موسكو وزير الخارجية سيرجي لافروف.

وجرت مفاوضات ماراثونية في مطلع الأسبوع حتى يتمكن الدبلوماسيون من الانتهاء من صياغة البيان المشترك، وامتد النقاش حول سياسة المناخ إلى ساعات الفجر من يوم الأحد، وفقا لأشخاص شاركوا في المحادثات.

وفي بيانهم، اتفق الزعماء على أن العالم بحاجة إلى التوصل إلى اتفاق بحلول نهاية قمة الأمم المتحدة المعنية بتغير المناخ (كوب 29) في أذربيجان بشأن هدف مالي جديد لحجم الأموال التي يجب على الدول الغنية تقديمها للدول النامية الأشد فقرا.

ودعا مسؤولو قمة كوب 29 زعماء مجموعة العشرين إلى توجيه إشارة قوية للمساعدة في كسر الجمود بشأن تمويل المناخ. وقال البيان المشترك إن الدول بحاجة إلى حل القضية، لكن الزعماء لم يشيروا إلى الحل الذي يجب التوصل إليه في قمة الأمم المتحدة المقرر أن تنتهي يوم الجمعة.

وباعتبارها الدولة المستضيفة لاجتماعات مجموعة العشرين لهذا العام، وسعت البرازيل نطاق تركيز المجموعة على الفقر المدقع والجوع.

وأقر زعماء العالم بأن أجندة البرازيل كرئيسة للقمة، والتي تبنتها جنوب أفريقيا الدولة المستضيفة لقمة عام 2025، دفعت النقاش إلى ما هو أبعد من الموضوعات التقليدية للقوى الغربية.

وقال المستشار الألماني أولاف شولتس على هامش القمة مشيرا إلى الثقل المتزايد للاقتصادات النامية الكبرى "نحن نشهد تغييرا كبيرا في الهياكل العالمية. هذه بلدان تريد أن تقول كلمتها. ولن تقبل بعد الآن أن يستمر كل شيء على النحو الذي كان عليه لعقود من الزمان".

وانتهز الرئيس الصيني شي جين بينغ هذه المناسبة للإعلان عن مجموعة من التدابير المصممة لدعم الاقتصادات النامية في "الجنوب العالمي"، بدءا من التعاون العلمي مع البرازيل والدول الأفريقية إلى خفض الحواجز التجارية أمام البلدان الأقل نموا.

وبينما يلعب شي دورا محوريا في القمة، يشارك الرئيس الأميركي جو بايدن في القمة قبل شهرين فقط من تركه للسلطة في وقت يتعامل فيه مع صراعات محتدمة في أوكرانيا والشرق الأوسط. وفي وقت ينتظر فيه العالم إشارات من حكومة ترمب القادمة، كان شي يروج للصعود الاقتصادي للصين، بما في ذلك مبادرة الحزام والطريق التي شملت افتتاح ميناء ضخم في بيرو الأسبوع الماضي. ولم تشارك البرازيل حتى الآن في المبادرة، لكن الآمال مرتفعة في عقد شراكات أخرى خلال زيارة دولية سيختتم بها شي إقامته في الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية اليوم الأربعاء.