أسماء أعضاء حكومة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب الجديدة تشعل الجدل وتثير الشكوك وتضع واشنطن على صفيح ساخن! بعض الشخصيات المطروحة لم تحلم يومًا بأن يكون لها صوت داخل واشنطن، وعدد من تلك الأسماء لم يعرف عنه سوى تقديم البرامج التلفزيونية! وعدد آخر معروف فقط في قطاع الأعمال وبعيد عن المشهد السياسي بشكل كبير! ولكن بالرغم ذلك يزعم ترمب بأن هذا التشكيل الحكومي سيعيد أميركا إلى سابق عهدها ومجدها، وفي هذا السياق قال مسؤول في حملة ترمب: "إن الأميركيين سيرون إدارة تسن وتتبنى تغييرات بوتيرة لا مثيل لها في التاريخ".
نستعرض في عجالة عدد من المرشحين الذين وقع عليهم الاختيار وفي مقدمتهم مرشح الرئيس المنتخب دونالد ترمب لمنصب وزير الدفاع بيت هيغسيث، من أكثر الأسماء التي هزت واشنطن لكونه مقدم برامج تلفزيونية، وذا خبرة عسكرية، ولكن لا يمكن بأي حال من الأحوال تخيل وصوله إلى هذا المنصب الذي يعد الأقوى في الولايات المتحدة الأميركية بعد الرئيس الأميركي ورئيسي مجلس الشيوخ والنواب. وحول تعيين هذه الشخصية المثيرة للجدل لمنصب وزير الدفاع من قبل ترمب قال الكولونيل دارين جوب (متقاعد): "هذا هو الوقت المناسب للتحركات الجريئة التي تعيد تنظيم المؤسسة العسكرية...".
إيلون ماسك
كذلك من الأسماء العجيبة ترشيح رجل الأعمال العالمي إيلون ماسك لمنصب وزارة كفاءة الحكومة بالشراكة في المنصب مع رائد الأعمال فيفيك راماسوامي! هذه الخطوة في تقدير المراقبين تعكس التزام ترمب بالتفكير غير التقليدي والعمل الجريء، ويكاد المراقبون يجتمعون على أن هذا التعيين يعد محور التحول ودفة التغيير في حكومة ترمب القادمة إذا ما قدر لها النجاح بالفعل؛ وذلك يعود إلى أن الإنفاق الحكومي أصبح هاجس كل مواطن يدفع الضرائب إلى الحكومة في واشنطن. كذلك يرتبط بشكل مباشر بأهم القضايا التي تؤرق الشعب الأميركي ألا وهو الدين العام الذي أصبح يتصاعد في الدقيقة الواحدة إلى أرقام فلكية، وحول الإنفاق غير المسؤول يقول فيفيك راماسوامي: "تم إنفاق 120 ألف دولار لدراسة سبب رغبة السجناء في الخروج من السجن، و1.5 مليون دولار لتشجيع سكان نيويورك على ممارسة المزيد من ألعاب الفيديو، و100 ألف دولار لمعرفة أسباب عدوانية أسماك الشمس، وأكثر من 700 ألف دولار للتحقق مما إذا كان اقتباس نيل أرمسترونغ حقيقيًا، هذا هو المكان الذي ذهبت إليه أموال دافعي الضرائب، ولهذا السبب نحتاج إلى وزارة كفاءة الحكومة لمعرفة إلى أين تذهب أموال الشعب".
وحول تعيين إيلون ماسك قال رجل الأعمال والمحلل السياسي غلين إدوارد لي بيك-: "حجم الطموح خارج الخارطة، طموح ماسك لا يعرف حدودًا؛ لذلك أعتقد أن هذا أمر يدعو إلى الأمل". وأضاف بيك: "إن ولاية ترمب الثانية ستكون تحويلية للغاية، حيث يمكن لرئاسته أن تنافس رئاسة لينكولن في "العظمة". لم أعتقد أبدًا أنني سأقول شيئًا كهذا. سيكون... رئيسًا تحويليًا بقدر ما هو لينكولن الذي استعاد الجمهورية… لقد بدأ الأميركيون يحلمون مرة أخرى بأن هناك عصرًا ذهبيًا حقًا ينتظرنهم".
حقيبة وزارة الصحة والخدمات الإنسانية في إدارة ترمب هي كذلك كانت محل جدل ليس فقط في الداخل الأميركي وإنما على مستوى النظام الصحي في العالم قاطبة، وذلك يعود إلى ترشيح المحامي البيئي والمشكك في اللقاحات روبرت كينيدي. هذا الترشيح نتج عن إعلانه خسارة المستثمرين مليارات الدولارات من قيمة أكبر صانعي اللقاحات والأدوية في العالم. بعد أن رشح دونالد ترمب روبرت كينيدي لهذا المنصب، وصفته مجلة تايم بأنه "مشكك في اللقاحات وينشر معلومات طبية مضللة ونظريات مؤامرة خطيرة على النظام الصحي"، ونقلت المجلة عن لورانس جوستين، مدير معهد أونيل لقانون الصحة الوطني والعالمي بجامعة جورج تاون قوله: "لا أستطيع أن أفكر في يوم أكثر قتامة وظلمة للصحة العامة والعلوم مثل المرحلة القادمة".
المدعي العام
ومن الأسماء التي حصل حولها لغط كبير ترشيح عضو مجلس النواب عن الحزب الجمهوري مات غايتز لمنصب المدعي العام، وفي هذا الصدد قال رئيس الأغلبية الجمهوري السابق في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل: "إن ترشيح ترمب لغايتز خطأ فادح، وسيتم التصويت ضده مباشرة". في المقابل قال السناتور روجر مارشال الذي يؤيد ترشيح مات غايتز لمنصب المدعي العام: "لقد تم انتخاب ترمب ليقلب هذا الوضع رأسًا على عقب. الأميركيون لا يثقون بوزارة العدل في الوقت الحالي ومات لديه القدرة على الذهاب إلى هناك وإحداث فرق". مات غايتز صديق مقرب لترمب وصوت قوي نحو التغيير داخل واشنطن، إلا أن ترمب خسر معركة ترشيح غايتز قبل بدايتها وتم الإعلان عن مرشح بديل عنه.
في عام 1992 قال ترمب خلال مقابلة مع برنامج 60 دقيقة: "أتمنى أن أفقد كل مالي لفترة قصيرة من أجل معرفة من هم الأوفياء الحقيقيون"، قد يقول قائل أن أمنيته تحققت بعد خسارته البيت الأبيض في الانتخابات الرئاسية 2020 وأن السنوات الأربع الماضية كانت هي الفترة القصيرة التي مكنته من معرفة الأصدقاء الحقيقيين الذين يمكن تحقيق رؤيته معهم. حكومة ترمب غريبة على واشنطن ومكروهة من قبل الملأ، كما كان الحال بالنسبة للرئيس السابق دونالد ترمب عندما قرر في عام 2016 أن يخوض الانتخابات الرئاسية الأميركية؛ لذلك سيواجه ترمب صعوبة كبيرة في تمرير هذه الترشيحات داخل مجلس الشيوخ الذي يتزعمه شخصية غير موالية للرئيس المنتخب دونالد ترمب.