اشتدت وتيرة الاشتباكات بين عناصر المقاومة في لبنان والقوات الاسرائيلية على محور شمع، طيرحرفا، شمع، حيث تعمد جيش الاحتلال إلى قصف البلدات المذكورة، فيما يكثف الطيران الاستطلاعي والمسّير التحليق فوق أرض المعركة الدائرة ، بحسب ما أوردته "الوكالة الوطنية للاعلام"، أمس الأحد.
وعلى صعيد متصل، تتسارع وتيرة العملية البرية الاسرائيلية في الخيام على وقع الغارات والتفجيرات والقذائف، حيث أفادت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية بأن "بلدة الخيام شهدت ليلة من أصعب الليالي وأعنفها منذ بدء الاجتياح البري عليها، حيث استمر جيش الاحتلال بعملية توغله في الخيام تحت غطاء ناري كثيف، اذ قصفت مدفعيته مختلف احيائها وشن طيرانه الحربي أكثر من غارة مسببًا دمارًا هائلاً في الأحياء والممتلكات. كما فخخ المنازل والمحال التجارية وفجر حيا كاملا في الجهة الغربية من البلدة".
وتلقى بعض سكان المنطقة اتصالات هاتفية من جيش الإسرائيلي عبر مجيب آلي، محذرًا إياهم من التواجد في المناطق المشرفة على أماكن تواجدهم، ومهددًا أن "أي شخص سيقوم بالتصوير سيعتبر هدفا"، بحسب "الوكالة الوطنية للاعلام".
أما في ديرميماس، فقد نفذ جيش العدو عدة عمليات تفجير تحت دير مار ميما، وأغار طيرانه على الوادي والجبال المحيطة بالبلدة تحت قلعة شقيف وعلى ضفاف نهر الليطاني.
وأكد رئيس البلدية جورج نكد، أن "القوات الإسرائيلية كانت قد وصلت من جهة كفركلا إلى تلة لوبيا الواقعة بين القليعة وديرميماس ونصبت فيها حاجزا، وأن هناك ما يقارب الـ20 شخصًا في البلدة بينهم سيدة حامل، ويتم التواصل مع الصليب الأحمر الدولي من أجل نقلها إلى بيروت".
تحذيرات للسكان من التصوير والتواجد في المناطق المستهدفة
وقصفت قوات الاحتلال ليلا أطراف الماري، قرب حاجز الجيش، بالقذائف الفوسفورية، بالتزامن مع تنفيذ غارات على مدينة الخيام، وتفخيخ المنازل وتفجيرها، بعد تدمير مسجد طيرحرفا، بحسب ما أوردته "الوكالة الوطنية للاعلام"، الأحد.
وطالت الغارات كفرشوبا، الخيام، النبطية حي الراهبات، النبطية الفوقا وبين النميرية والشرقية، "ما أدى إلى مقتل ثلاثة عناصر من الهيئة الصحية، ميفدون، وشوكين، ونفذت غارة من مسيرة على دوحة كفررمان، وقصف حاروف والجبل الأحمر"، وفقا لوكالة الأنباء اللبنانية الرسمية.
كما قصفت مدفعية القوات الإسرائيلية صباح أمس بلدات يحمر الشقيف، الجبل الأحمر بين حاروف وشوكين وزبدين، وأغارت على ارنون وكفرتبنيت وحرش علي الطاهر ومحيط قلعة الشقيف، مجرى اللليطاني بين زوطر وديرسريان، وبين شوكين وميفدون، وأطراف كفرصير، بالإضافة إلى شنها ثلاث غارات على عين قانا في إقليم التفاح.
وقالت الوكالة اللبنانية "أغار الطيران المعادي على طريق الخردلي، مما أدى إلى قطع الطريق بين النبطية ومرجعيون، بعدما كان الجيش وقوات "اليونيفيل" قد فتحاه مؤخرًا، إثر غارة عليه". وتعرضت ياطر، كفرا، شقرا، كفردونين، مجدل سلم ومدينة بنت جبيل إلى غارات.
وتستمر التحركات الإسرائيلية في ديرميماس، وينتشر جنود العدو بالدبابات بين كروم الزيتون وقرب الدير غرب ديرميماس، والتي كانت توغلت أول من أمس في ديرميماس، وتقدمت منها نحو مثلث تل النحاس كفركلا القليعة.
واندلعت اشتباكات بين المقاومة وقوات الاحتلال عند مثلث مارون الراس عيناتا بنت جبيل، وتستهدف المقاومة تموضعات لجيش العدو عند اطراف شمع والبياضة، والاشتباكات ما زاات مستمرة".
والسبت، قُتل أكثر من 50 شخصًا بضربات إسرائيلية في لبنان، خصوصًا في بيروت، وفق وزارة الصحة اللبنانية، فيما شدّد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس على أن بلاده "ستواصل التحرك بحزم" ضد "حزب الله". وتؤكد إسرائيل عزمها على إبعاد "حزب الله" من حدودها لمنعه من مواصلة إطلاق الصواريخ عليها، وكذلك القضاء على حليفته حركة (حماس) منذ أن شنت هجوما غير مسبوق عليها في 7 أكتوبر 2023. واستيقظ سكان العاصمة اللبنانية على وقع ثلاثة انفجارات ضخمة عند الفجر، وأدت الضربات إلى تدمير مبنى سكني بالكامل في منطقة البسطة المكتظة في قلب بيروت.
"الأوروبي" يحث على انتخاب رئيس وقبول المقترح الأميركي
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل 15 شخصًا وإصابة 63 آخرين في الضربات الإسرائيلية على البسطة، فيما تتواصل عمليات البحث عن ضحايا تحت الأنقاض. ولم يعلق الجيش الاسرائيلي على هذه الضربات إلى الآن.
وأفاد مصدر أمني لبناني بأن "قياديا كبيرا" في "حزب الله" تم استهدافه في الغارة الإسرائيلية، من دون أن يؤكد إن كان المستهدف قتل أم لا. وقُتل 38 شخصا على الأقل بضربات إسرائيلية في شرق لبنان وجنوبه، وفق وزارة الصحة اللبنانية.
وقال الجيش اللبناني أمس الأحد إن جنديا على الأقل قتل وأصيب 18 بعضهم بجروح خطيرة إثر هجوم إسرائيلي استهدف مركزا للجيش "في العامرية على طريق القليلة- صور" في جنوب البلاد. وأضاف الجيش على منصة إكس "تعرض المركز لأضرار جسيمة". ولم يعلق جيش الاحتلال بعد على الواقعة.
وقالت جماعة "حزب الله" في بيان الأحد إنها شنت هجوما بطائرات مسيرة على قاعدة أسدود البحرية في جنوب إسرائيل للمرة الأولى. ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على الهجوم.
مقترح الهدنة
من جانبه حث مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إسرائيل وجماعة "حزب الله" على قبول مقترح الهدنة الأميركي وذلك في تصريحات أدلى بها في مؤتمر صحفي في بيروت. وأضاف بوريل أن على القادة اللبنانيين انتخاب رئيس بعد عامين من الفراغ في السلطة. كما أعلن أن الاتحاد الأوروبي مستعد لتخصيص 200 مليون يورو للقوات المسلحة اللبنانية.