غارة «البسطة» استهدفت مركز قيادة للحزب
تنديد لبناني بالهجوم على قوة «اليونيفيل»
تجدّدت الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية الإثنين، بعد إنذار للسكان بالإخلاء، على وقع استمرار المواجهة المفتوحة بين "حزب الله" وإسرائيل التي قالت إنها استهدفت "مراكز قيادة" تابعة للحزب. وأوردت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية أن "الطيران المعادي شن ثلاث غارات على محيط حارة حريك" في الضاحية الجنوبية لبيروت. وتصاعدت سحابتا دخان وغبار ضخمتان من المنطقة بشكل متزامن، إثر غارتين على الأقل. وكان الناطق باسم الجيش الإسرائيلي للغة العربية أفيخاي أدرعي حدّد عبر منصة (أكس) ثلاثة أبنية في حارة حريك، طالبا من السكان إخلاءها. وفي بيان إثر القصف، قال الجيش الإسرائيلي أنه شنّ ضربات على مراكز قيادة عدّة تابعة للحزب في ضاحية بيروت الجنوبية. وجاءت الضربات الإثنين بعد عطلة نهاية أسبوع تخللتها سلسلة غارات إسرائيلية طالت أبنية عدة في ضاحية بيروت الجنوبية وأطرافها، وغارة دامية فجر السبت استهدفت منطقة البسطة الفوقا في قلب بيروت. وقالت إسرائيل الاثنين إنها استهدفت مركز قيادة لحزب الله في غارتها السبت على منطقة البسطة. وأسفرت تلك الغارة التي أحدثت دمارا كبيرا وتردد صداها الى مناطق خارج نطاق العاصمة، عن مقتل واصابة العشرات.
كما تعرضت صباح الاثنين، بلدات يحمر الشقيف والجبل الأحمر بين حاروف وشوكين وزبدين في جنوب لبنان، لغارات إسرائيلية، بحسب ما أوردته "الوكالة الوطنية للاعلام". وأسفرت الغارات الإسرائيلية الكثيفة في بلدة يحمر الشقيف، عن تدمير 15 منزلا. كما سُجلت غارات على ارنون وكفرتبنيت وحرج علي الطاهر ومحيط قلعة الشقيف وعلى مجرى الليطاني بين زوطر وديرسريان وبين شوكين وميفدون وأطراف كفرصير، بالاضافة إلى ثلاث غارات على عين قانا في إقليم التفاح.
من ناحية أخرى، أفادت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية بأن "العدو يستمر بمحاولاته للسيطرة على الخيام، وتتصدى له عناصر من المقاومة وتستمر التحركات الإسرائيلية في ديرميماس". وأضافت: "لفت مواطنون من ديرميماس إلى أن قوات العدو قامت بعمليات تفجير في البلدة بالقرب من دير ميما وصولا حتى مجرى الليطاني، وهي تقصف قلعة الشقيف باستمرار وإن كان بشكل متقطع". وتدور الاشتباكات بين المقاومة والقوات الإسرائيلية بشكل شرس في محيط الخيام، بعدما تقدمت القوات الإسرائيلية، مدعومة بدبابات الميركافا من جهة الشاليهات والمعتقل في الأطراف الجنوبية، تحت غطاء من الغارات والقصف المدفعي والفوسفوري على وسط الخيام، وعلى أطرافها لناحية ابل السقي وجديدة مرجعيون.
وتقدمت دورية مؤللة معادية عند الخامسة صباحا من شمع باتجاه البياضة غربا، وبعد اجتيازها مئات الأمتار، استهدفتها المقاومة وأصابت دبابتي ميركافا، بحسب "الوكالة الوطنية للاعلام".
كما أفادت مراسلة وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية في مرجعيون، بأن "العدو الاسرائيلي قام بعملية تفخيخ وتفجير في بلدة الخيام ، وشعر السكان بارتجاجات قوية جراء العصف، ووصلت شظايا الانفجار الى بعض المنازل في القرى المجاورة. وقد رافق هذه التفجيرات قصف مدفعي ثقيل استهدف وسط البلدة، ورشقات من الأسلحة الرشاشة ".
وارتفع عدد ضحايا تجدد غارات طيران الاحتلال على مناطق مختلفة من لبنان إلى 3754 قتيلًا و 15626 جريحًا.
وقال مركز عمليات الطوارئ التابع لوزارة الصحة اللبنانية في بيان امس، "إن تجدد غارات طيران الاحتلال على بلدات ومناطق متفرقة من لبنان أسفر عن مقتل 84 شخصًا، وإصابة ما لا يقل عن 213 آخرين مما يرفع حصيلة الضحايا منذ بدء العدوان إلى 3754 قتيلًا و 15626 جريحًا". وأضاف المركز أن غارة طيران الاحتلال على منطقة (البسطة الفوقا) في العاصمة بيروت الأسبوع الماضي أدت في حصيلة جديدة محدثة "وغير نهائية" إلى مقتل 29 شخصًا، وإصابة 67 آخرين بجروح. فيما لا تزال أعمال رفع الأنقاض مستمرة في الموقع.
وقرّرت الحكومة اللبنانية مساء الأحد تعليق التدريس الحضوري في كلّ المدارس والمعاهد والجامعات، الرسمية والخاصة، في العاصمة بيروت والمناطق القريبة منها، الاثنين والاستعاضة عنه بالتعليم عن بُعد، كما قررت إتاحة خيار التعليم عن بُعد حتى نهاية العام الحالي، بسبب "الأوضاع الخطرة الراهنة" الناجمة من الغارات الإسرائيلية.
وندد لبنان أمس بهجوم وقع في الآونة الأخيرة على قاعدة لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) في جنوب البلاد، والذي أسفر عن إصابة أربعة إيطاليين من عناصر حفظ السلام بجروح طفيفة. ودعا وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب خلال مؤتمر في روما جميع الأطراف إلى احترام سلامة جميع القوات.
من ناحيته أعلن جيش إسرائيل أنّ "حزب الله" أطلق الأحد باتجاه أراضي الدولة العبرية حوالي 250 مقذوفا، في عدد هو من بين الأكبر الذي يسجّل خلال الأسابيع الأخيرة. وقال الجيش إنّ العدد الأكبر من المقذوفات التي أطلقها "حزب الله" على إسرائيل منذ بدء النزاع الحالي هو 350 مقذوفا وقد أطلقت في 24 سبتمبر الماضي، قبل أيام من شنّ الدولة العبرية هجوما بريا ضد التنظيم. والأحد، دوّت صفّارات الإنذار مرّات عدّة في أنحاء مختلفة من الدولة العبرية.
من جانبه، أعلن "حزب الله" في بيان أنّ مقاتليه شنّوا صباح الأحد "للمرّة الأولى، هجوما جويّا بسرب من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة أشدود البحريّة" التي تبعد 150 كيلومترا من الحدود مع لبنان.