كثف جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس هجماته على المستشفيات في قطاع غزة، واعتقال مرضى أثناء نقلهم من المستشفى الإندونيسي إلى مستشفى الشفاء بمدينة غزة، وذلك مع دخول الحرب على غزة يومها الـ451، فيما عمق المنخفض الجوي المعاناة الإنسانية للنازحين.
وحذر المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، من المنخفض الجوي عالي الفعالية الذي يؤثر على قطاع غزة، مطالبا المجتمع الدولي "بفكفكة الأزمة الإنسانية وإنقاذ واقع النازحين بشكل فوري وعاجل".
يأتي ذلك، فيما قصفت المدفعية الإسرائيلية المناطق الشمالية لمدينة رفح جنوبي القطاع، كما استهدف قصف مدفعي جنوب حيي الصبرة والزيتون، في وقت شنت طائرات إسرائيلية غارات جوية شمالي قطاع غزة.
من جانبه ،اعترف الجيش الإسرائيلي بمقتل أحد جنوده وإصابة اثنين آخرين بجروح في شمال القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأشار إلى أن أحد المصابين ضابط من لواء "غفعاتي" وأن إصابته خطرة، وبذلك يرتفع عدد قتلاه إلى 40 جنديا خلال العملية الأخيرة بجباليا.
*ظروف كارثية
غرقت مئات الخيام، الليلة الماضية ، في مخيمات النزوح في مناطق متفرقة من دير البلح ومواصي خانيونس جنوب قطاع غزة، جراء الأمطار الغزيرة التي هطلت على القطاع.
وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، بأن النازحين أمضوا ليلة عصيبة داخل خيامهم التي غرقت بمياه الأمطار وعصفت بها الرياح خلال المنخفض الجوي الذي بدأ مساء الأحد.
وأكد المكتب الإعلامي الحكومي، أنه في إطار المعاناة القاسية التي يعاني منها مليونا نازح في محافظات قطاع غزة بالتزامن مع المنخفضات الجوية وفصل الشتاء وموجات الصقيع الشديد؛ فإنه جدد تحذيره من المنخفض الجوي.
وأوضح أن خطرا كبيرا يشكل تهديدا حقيقيا لخيام النازحين الذين يعانون معاناة مأساوية نتيجة جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحقهم وهدم منازلهم وأحيائهم السكنية، حيث أرغمهم الاحتلال على النزوح إلى خيام مهترئة لا تقي من برودة الشتاء ولا من موجات الصقيع القاسية.
مليونا نازح في القطاع يعيشون ظروفاً كارثية
وأوضح أن 2 مليون نازح يعيشون ظروفا إنسانية كارثية نتيجة مباشرة لجريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 451 يوما، حيث دمر مئات آلاف المنازل لهؤلاء النّازحين بشكل كامل، ما دفعهم للجوء إلى العيش في خيام تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الكريمة، حيث اهترأ منها 110,000 خيمة من أصل 135,000 خيمة، وأصبحت خارج الخدمة وغير صالحة للاستخدام.
وأشار إلى أن هذه الأزمة الإنسانية العميقة مستمرة في ظل وجود المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والأممية دون أن يحركوا ساكنا، ودون أن نرى خطوات عملية لتجاوز هذه الأزمة الإنسانية الخطيرة التي تودي بحياة النازحين والمواطنين.
وأدان المكتب الإعلامي، هذه الممارسات الإجرامية التي طالت المدنيين الأبرياء ودفعتهم إلى هذه المعاناة المستمرة وذلك بفعل الاحتلال الإسرائيلي المجرم، داعيا كل العالم إلى إدانة هذه الجرائم غير الإنسانية.
وحمل الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة.
كما ناشد الدول العربية والإسلامية وجميع الجهات الإنسانية والدولية بضرورة التحرّك العاجل لإنقاذ المدنيين في قطاع غزة، وتوفير الاحتياجات الأساسية لهم من مأوى، وغذاء، ودواء، بما يضمن كرامتهم الإنسانية ويحفظ أرواحهم من برد الشتاء وموجات الصقيع الشديدة.
ودعا إلى اتخاذ كافة التدابير الوقائية الممكنة للتخفيف من آثار هذا المنخفض الجوي، ونهيب بالجميع نشر هذا التحذير على نطاق واسع لضمان سلامة الجميع، مشيرا إلى هذه المأساة تتطلب وقفة جادة من جميع الأطراف في العالم لتحمّل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني، خاصة أن صمت العالم على هذه المعاناة يمثل تواطؤًا مع الظلم واستمرارًا لمأساة إنسانية لا يمكن قبولها.
*الإفراج عن المعتقلين
طالبت منظمة العفو الدولية، إسرائيل بالإفراج عن المعتقلين العاملين في مجال الصحة، ومن بينهم مدير مستشفى كمال عدوان الدكتور حسام أبو صفية، "فورا ودون شروط".
وقالت منظمة العفو في تصريح لها، ، إنها تشعر بقلق بالغ على مصير مدير مستشفى كمال عدوان بشمال قطاع غزة
وأضافت المنظمة، أن على إسرائيل الإفراج فورا عن كافة الفلسطينيين المعتقلين تعسفيا وخاصة العاملين في مجال الصحة، مشيرة إلى ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لإنهاء الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة.
تجدر الاشارة إلى أن نحو 1060 كادر في القطاع غزة قد استشهدوا منذ بدء العدوان، في السابع من أكتوبر عام 2023، فيما اعتقل أكثر من 310 آخرين، وأصيب المئات، ودمر نحو 130 سيارة اسعاف، حسب وزارة الصحة الفلسطينية.
وقد أدى الاستهداف المتعمد للبنية التحتية الطبية إلى حرمان المدنيين من إمكانية الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية الأساسية.
وحذرت منظمات أممية من أن حجم الامدادات الطبية التي تدخل غزة غير كافية لاستدامة الاستجابة الصحية، وأن جميع عمليات الاجلاء الطبي خارج غزة لا تزال متوقفة.
*قطاع غزة يقترب من المجاعة
حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، من "اقتراب المجاعة" في قطاع غزة؛ الذي يعاني سكانه من انعدام الأمن الغذائي ونقص المساعدات الإنسانية، في ظلّ الإبادة الجماعية المستمرة منذ 451 يومًا.
وقالت "أونروا" في سلسلة منشورات عبر حسابها على منصة "إكس"، إن فرقها تعمل على إيصال المساعدات إلى المحتاجين في القطاع. لافتة النظر إلى أنها "ليست كافية على الإطلاق".
وأشارت إلى أن سكان غزة يواجهون "انعدام الأمن الغذائي الشديد". داعية إلى "التعاون الدولي ووقف إطلاق النار، بهدف تقديم مساعدات منقذة للحياة في ظل اقتراب المجاعة".
وانتشرت المجاعة في معظم مناطق قطاع غزة، جراء الحصار المطبق الذي تفرضه قوات الاحتلال منذ الـ 7 من أكتوبر 2023؛ لا سيما في محافظة الشمال إثر الإمعان في الإبادة والتجويع لإجبار المواطنين على النزوح جنوبا.
وفي منشور آخر، تطرقت الوكالة الأممية إلى تراكم النفايات الصلبة بغزة. مبينة: "فرقنا تواصل تقديم مساعدة جمع ونقل النفايات الصلبة في كل من المنطقة الجنوبية والوسطى من القطاع". محذرة من أزمة تراكم النفايات الصلبة.
ونوهت إلى أن فرقها جمعت من المناطق الجنوبية والوسطى في أول أسبوعين من ديسمبر الجاري، نحو 1972 طنا من النفايات ونقلتها إلى مواقع مكبات مؤقتة.
ومع استمرار الحرب على قطاع غزة أصبح تفشي النفايات وتراكمها بفعل القصف المتواصل، وما رافقه من موجة نزوح هائلة لمئات الآلاف من السكان، بمثابة قاتل صامت يفتك بأرواح السكان، ليفاقم من معاناتهم.
*اقتحام الأقصى
واصلت مجموعات من المستوطنين، أمس، اقتحامها لباحات المسجد الأقصى تحت حراسة مشددة لقوات الاحتلال الإسرائيلي، وذلك لإحياء ما يسمى عيد "الحانوكا- الأنوار".
وأفادت دائرة الأوقاف بالقدس بأن عددا من المستوطنين اقتحموا باحات المسجد الأقصى، من جهة باب المغاربة وأدوا طقوسا ورقصات تلمودية، بحماية من عناصر شرطة الاحتلال، التي رافقتهم خلال تنظيمهم لجولات استفزازية في ساحات الحرم وتأدية شعائر تلمودية قبالة قبة الصخرة قبل أن يغادروا الساحات من جهة باب السلسلة.
وتأتي اقتحامات المستوطنين للأقصى، وسط تشديدات فرضتها شرطة الاحتلال على دخول المصلين الفلسطينيين للأقصى، وإجراءات عسكرية مشددة على أبواب المسجد كافة ومحيط ومداخل البلدة القديمة في القدس.
وتتواصل الاقتحامات الواسعة للمستوطنين للأقصى حتى انتهاء عيد "الحانوكا"، الخميس المقبل، حيث دعت ما تسمى "جماعات الهيكل" إلى اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى خلال أسبوع العيد اليهودي.
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي الشامل على الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، شددت قوات الاحتلال إجراءاتها عند أبواب المسجد الأقصى، ومداخل البلدة القديمة، حيث اقتحم أكثر من 68 ألف مستوطن الأقصى، وفقا لمعطيات صادرة عن محافظة القدس.
ويستغل الاحتلال الأعياد اليهودية للتنغيص على أبناء الشعب الفلسطيني، بالتزامن مع انتهاكات كبيرة يمارسها من فرض الحصار، وتشديد الإجراءات العسكرية على الحواجز، وإعاقة وصول الفلسطينيين إلى الأماكن الإسلامية والمسيحية المقدسة.