توفي الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر، الحائز جائزة نوبل للسلام، عن عمر يناهز 100 عام في منزله بمسقط رأسه في ولاية جورجيا (جنوب شرق)، حسبما أعلنت منظمته الخيرية الأحد، في نبأ أثار سيلا من ردود الفعل المنوّهة بالراحل الكبير. وقال "مركز كارتر" في بيان إنّ "جيمي كارتر، الرئيس التاسع والثلاثين للولايات المتحدة والذي حاز في 2002 على جائزة نوبل للسلام، توفي بسلام الأحد في 29 ديسمبر، في منزله في بلينز بولاية جورجيا، محاطا بأفراد عائلته". وكان كارتر يتلقى رعاية تلطيفية للمسنّين منذ منتصف فبراير 2023 في منزله ببلدة بلاينز حيث ولد وأدار مزرعة للفول السوداني قبل أن يصبح حاكما لجورجيا ثم يترشح للبيت الأبيض.
وقال نجله تشيب كارتر في بيان "كان والدي بطلا، ليس بالنسبة لي فحسب، بل لكلّ من يؤمن بالسلام وحقوق الإنسان والمحبّة المتفانية". وسارع جميع الرؤساء الأميركيين الذين خلفوه وما زالوا على قيد الحياة إلى نشر برقيات تعزية أشادوا فيها بمزايا الراحل وإرثه. وكان كارتر أكبر رئيس أميركي سابق على قيد الحياة والرئيس الأطول عمرا، وهو أمر بدا مستبعدا بعدما أعلن الديموقراطي عام 2015 عن إصابته بورم سرطاني في الدماغ.
لكنّ المقاتل المخضرم في البحرية الأميركية والمسيحي المتديّن تحدّى الصعاب مرارا وعاش فترة طويلة ومثمرة بعد أن قضى أربع سنوات في المكتب البيضوي. وانتُخب كارتر رئيسا في 1976 بعد حرب فيتنام وفضيحة ووترغيت.
وخلال ولايته الرئاسية الوحيدة، عمل كارتر على تعزيز حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية، وحظي بعامين أولين قويين كان خلالهما مهندس اتفاقيات كامب ديفيد بين الدولة العبرية ومصر والتي أثمرت في مارس 1979 توقيع أول معاهدة سلام بين إسرائيل ودولة عربية. وتعرض كارتر لانتقادات شديدة في بلاده خلال أزمة احتجاز الرهائن الأميركيين في سفارة الولايات المتحدة في طهران. وتبدّدت آمال كارتر بولاية ثانية في 24 أبريل 1980 حين أعلن فشل المهمة العسكرية التي نفّذها الجيش الأميركي لتحرير هؤلاء الرهائن. وبعد مغادرته البيت الأبيض، أسّس الرئيس ال39 للولايات المتّحدة في 1982 "مركز كارتر" لتعزيز التنمية والصحة وحلّ النزاعات حول العالم.
ولم يتعب الرئيس الراحل من السفر حول العالم، إذ قادته مساعيه الدبلوماسية سواء للقيام بوساطة أو لمراقبة الانتخابات إلى أربع جهات العالم، من المكسيك والبيرو مرورا بنيكاراغوا وتيمور الشرقية ووصولا إلى كوريا الشمالية والبوسنة. وفي 2002، فاز كارتر بجائزة نوبل للسلام تكريما على ما بذله "طوال عقود من جهود دؤوبة لإيجاد حلول سلمية لنزاعات دولية". وتوالت الإشادات بمآثر كارتر الذي تارك خلفه إرثا كبيرا من الإنجازات في مجالات شتى من الدبلوماسية إلى الأعمال الخيرية مرورا بحقوق الإنسان والديموقراطية. وتوالت كلمات الاشادة الدولية بتاريخ الراحل.