أطلقت كوريا الشمالية صاروخًا الاثنين تزامنًا مع زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى كوريا الجنوبية حيث حذّر من أن بيونغ يانغ تتعاون إلى حد غير مسبوق مع روسيا في مجال تكنولوجيا الفضاء. وتأتي زيارة بلينكن بينما يحاول محققون توقيف الرئيس المحافظ يون سوك يول الذي تحصّن في منزله منذ أن تم عزله على خلفية محاولة فاشلة لفرض الأحكام العرفية. وأطلقت كوريا الشمالية الصاروخ الذي سقط في البحر أثناء عقد بلينكن محادثات مع المسؤولين في سيول، في إطار مساعيه لتشجيع كوريا الجنوبية على المحافظة على سياسة يون القائمة على تعزيز التعاون مع اليابان. وحلّق الصاروخ على مسافة 1100 كيلومتر تقريبًا، بحسب الجيش الكوري الجنوبي. وقال بلينكن إن إطلاق الصاروخ "اليوم تذكير لنا جميعا بمدى أهمية عملنا الجماعي"، في إشارة إلى المناورات الثلاثية بين كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة التي تجري بشكل متزايد ومشاركة المعلومات الاستخباراتية بشأن كوريا الشمالية. ودان بلينكن ونظيره الكوري الجنوبي شو تاي-يول إطلاق الصاروخ في مؤتمر صحافي حذّر وزير الخارجية الأميركي خلاله من أن روسيا تكثّف الدعم لكوريا الشمالية مكافأة لها على المساندة التي تقدمها لها في حربها على أوكرانيا. وقال بلينكن إن كوريا الشمالية "تتلقى بالأساس معدات وتدريبات عسكرية روسية، ولدينا الآن ما يدعو إلى الاعتقاد بأن موسكو تعتزم تشارك تكنولوجيا متطورة في مجال الفضاء والأقمار الصناعية مع بيونغ يانغ". وعبر مجددًا عن مخاوفه من إمكانية قبول روسيا التي تشغل مقعدًا في مجلس الأمن الدولي حيث تملك حق النقض، بكوريا الشمالية كدولة نووية، وهو أمر سيشكل ضربة كبيرة للتوافق الدولي بأن على بيونغ يانغ وضع حد لبرنامجها الذري. ويعتقد مسؤولون استخباراتيون أميركيون وكوريون جنوبيون بأن كوريا الشمالية أرسلت العام الماضي آلاف الجنود لقتال أوكرانيا وسجلّت سقوط مئات القتلى في صفوف قواتها. وفي طوكيو، حيث يتوجه بلينكن، عبر رئيس الوزراء شيغيرو إيشيبا عن قلقه من أن "تكنولوجيا كوريا الشمالية تتحسن". ويأتي الاختبار قبل أسبوعين على تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب الذي سعى في ولايته الأخيرة لاستمالة كوريا الشمالية عبر اتباع دبلوماسية فريدة تركّز على العلاقة الشخصية. وبعدما هدد كوريا الشمالية، اجتمع ترمب ثلاث مرات مع زعيمها كيم جونغ أون وقال إنهما "وقعا في حب بعضهما بعضًا". وتبنى الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن نهجًا تقليديًا قائمًا على محادثات على مستوى العمل تركز على وضع حد لبرنامج كوريا الشمالية النووي. ودافع بلينكن عن مقاربة إدارته التي تنتهي ولايتها هذا الشهر، مشيرًا إلى أنها حاولت مد يدها لكوريا الشمالية لكنها لم تقابل إلا "بمزيد من الخطوات الاستفزازية، بما في ذلك إطلاق الصواريخ". وفي ظل الاحتجاجات التي تشهدها سيول والتي يمكن سماع هتافاتها من فندق بلينكن، تجنّب الوزير الأميركي الخوض في المسائل السياسية المحلية.