أكدت روسيا إن قواتها حققت مكاسب مهمة في شرق أوكرانيا وما زالت تصد هجوما جديدا داخل منطقة كورسك في غرب روسيا حيث تدور معارك ضارية لليوم الثاني. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها سيطرت على بلدة كوراخوف التي تبعد 32 كيلومترا جنوبي بوكروفسك وهي مركز لوجستي أوكراني تتقدم القوات الروسية نحوه منذ أشهر. وقالت الوزارة إن السيطرة على كوراخوف التي ظلت صامدة لأسابيع كثيرة، ستمكن القوات الروسية من تسريع وتيرة تقدمها في منطقة دونيتسك الأوكرانية. وأضافت أنها سيطرت أيضا على تجمع داشينسكي السكني الذي يبعد خمسة أميال عن بوكروفسك. وقال فيكتور تريهوبوف المتحدث باسم مجموعة قوات خورتيتسيا الأوكرانية إنه حتى صباح أمس، واصلت قوات كييف الاشتباك مع القوات الروسية داخل كوراخوف. وأظهرت مجموعة المراقبة الأوكرانية "ديبستيت" التي ترصد خط المواجهة باستخدام المصادر المفتوحة أن معظم بلدة كوراكوف تقع تحت السيطرة الروسية.

ويخوض الجانبان معارك لتحسين مواقعهما في ساحة المعركة قبل تنصيب دونالد ترمب رئيسا للولايات المتحدة في 20 يناير. وكان ترمب قد تعهد بإنهاء الحرب الدائرة منذ نحو ثلاث سنوات.

والإنجاز الرئيس الذي حققته أوكرانيا خلال الأشهر الخمسة الماضية من القتال هو الاستيلاء على أراض داخل منطقة كورسك الروسية والاحتفاظ بها، وهو ما قد يشكل ورقة مساومة في محادثات السلام المحتملة.

ولم تكشف أوكرانيا عن تفاصيل الهجوم الجديد الذي بدأته في كورسك الأحد، لكن مسؤولا أوكرانيا كبيرا قال إن روسيا "تنال ما تستحقه".

وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها أحبطت التقدم الأوكراني وسحقت القوة الرئيسة بالقرب من تجمع بيردين السكني، القريب من طريق يتجه إلى الشمال الشرقي نحو مدينة كورسك.

وقال قائد روسي كبير إن من المتوقع وقوع هجوم آخر.

من جهته دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأوكرانيين إلى "خوض محادثات واقعية حول الأراضي" لإيجاد تسوية للنزاع بعد الغزو الروسي لبلادهم في 2022، في حين لا يبدو سياق المعارك مواتيا لكييف. وفي معرض حديثه عن القضايا الدبلوماسية التي تنتظر الإدارة الأميركية المقبلة، اتهم الرئيس الفرنسي مالك منصة "إكس" إيلون ماسك، الملياردير الذي عينه الرئيس المنتخب دونالد ترمب مستشارا له، بالترويج "لأممية رجعية جديدة" والتدخل في الانتخابات، لا سيما في ألمانيا.

وقال ماكرون في كلمة ألقاها بمناسبة الاجتماع السنوي للسفراء الفرنسيين في باريس إن على الأوكرانيين "خوض محادثات واقعية حول الأراضي" لأنهم "الوحيدون القادرون على القيام بذلك". وحذر ماكرون من أنه "لن يكون هناك حل سريع وسهل في أوكرانيا"، مع قرب دخول الحرب التي اندلعت في فبراير 2022 عامها الرابع.

وفي الواقع، بسطت روسيا سيطرتها على نحو 20% من الأراضي الأوكرانية وأحرزت تقدما متسارعا في الشرق خلال الأشهر الأخيرة. وأضاف ماكرون أنه يتحتم على الأوروبيين "إيجاد ضمانات أمنية" لأوكرانيا، مشيرا إلى أنه يتعين على واشنطن مساعدتهم "على تغيير طبيعة الوضع وإقناع روسيا بالحضور إلى طاولة المفاوضات".