حذّر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته الإثنين من أنّ أوكرانيا ليست حاليا في موقع قوة لبدء مفاوضات سلام مع روسيا. وقال المسؤول الهولندي في كلمة أمام البرلمان الأوروبي في بروكسل إنّ "أوكرانيا لم تبلغ هذه المرحلة بعد، لأنّ الأوكرانيين في الوقت الراهن لا يستطيعون التفاوض من موقع قوة". وأضاف "علينا أن نبذل مزيدًا من الجهود لضمان أنهم سيكونون قادرين، من خلال تغيير مسار هذا النزاع، على بلوغ موقع القوة هذا". ومنذ وصوله إلى الأمانة العامة لحلف شمال الأطلسي في مطلع أكتوبر، يدعو روته لمنح أوكرانيا كلّ القدرات اللازمة، وبخاصة العسكرية منها، لكي تكون في موقع القوة اللازم أمام روسيا في حال بدأ الطرفان مفاوضات السلام. وكان الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب تعهّد خلال حملته الانتخابية إنهاء الحرب بين أوكرانيا وروسيا في غضون 24 ساعة من دخوله البيت الأبيض في 20 الجاري. ومذّاك أعطى ترمب لنفسه مزيدًا من الوقت لتحقيق السلام بين روسيا وأوكرانيا، لكنّ طريق المفاوضات قد يُفتح بسرعة، ولا سيّما من خلال لقاء يمكن أن يُعقد بينه وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ومؤخرًا أعلن الكرملين أنّ بوتين "منفتح على التواصل" مع ترمب دون شروط مسبقة، مرحّبا باستعداد الرئيس الأميركي المنتخب "لحلّ المشاكل من خلال الحوار".

وفي كلمته في بروكسل، دعا روته النواب الأوروبيين إلى إنفاق المزيد على الدفاع في مواجهة التهديد الروسي، بما يتجاوز المستوى الحالي، بما في ذلك عبر خفض "جزء صغير" من النفقات الاجتماعية في أوروبا.

كما أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أنه ناقش مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون دعم أوكرانيا واحتمال "نشر وحدات" من العسكريين الأجانب في البلاد، وهي فكرة طرحها حلفاء كييف في الأشهر الأخيرة.

كييف تشن هجومًا بمسيرات وصواريخ على روسيا

وقال زيلينسكي في خطابه اليومي على مواقع التواصل الاجتماعي "كانت المحادثة طويلة ومفصلة جدا. ناقشنا الدعم الدفاعي، وأنواع مختلفة من الدفاع، وحزمات أسلحة لأوكرانيا". كذلك أكد أنهما ناقشا "الاستثمارات في شراء قذائف لأوكرانيا". وقال "ناقشنا أيضًا نشر وحدات شريكة وتدريب جيشنا". وطُرحت فكرة نشر قوات أوروبية في أوكرانيا عدة مرات في الأشهر الأخيرة على خلفية تكهنات باحتمال انعقاد محادثات سلام مستقبلية بين روسيا وأوكرانيا. ويهدف نشر هذه الوحدات إلى ضمان المحافظة على وقف إطلاق النار في حال حدوثه بعدما دعا إليه الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

من جهتهم قال مسؤولون ووسائل إعلام في روسيا إن أوكرانيا شنت هجوما كبيرا بطائرات مسيرة وصواريخ على مناطق روسية خلال الليل، مما أدى إلى إلحاق أضرار بمصنعين على الأقل وإجبار المدارس على الإغلاق في مدينة كبيرة بجنوب البلاد. وذكرت قناة شوت على تطبيق تيليغرام أن روسيا أسقطت أكثر من 200 طائرة مسيرة أوكرانية وخمسة صواريخ باليستية من طراز أتاكمز أميركية الصنع. وقالت مدونة الحرب (تو ميجورز) "نظم العدو هجومًا مركبًا هائلًا على أراضي المناطق الروسية". وقال ألكسندر بوجوماز حاكم منطقة بريانسك في غرب روسيا إن أوكرانيا شنت هجومًا صاروخيًا كبيرًا لكنه لم يذكر أنواع الصواريخ التي استخدمت. ولم يتم التأكد من التقارير.